هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
يتوسع ويتشعب الصراع الذي سيحدد شكل العالم..
هذا الصراع ليس من النوع الذي يمكننا مشاهدته عن بعد ونحن نتناول المكسرات..
فهو صراع يحمل شرارات سوف تدفع العالم إلى حروب طاحنة، وتقلب معايير المال والطاقة المعتادة رأسًا على عقب..
علينا تثبيت أقدامنا بشكل جيد بعد انتهاء ضجة الانتخابات المحلية، والتركيز على الاستراتيجية التي سنتبعها في مواجهة هذا الصراع.
أود لفت انتباهكم هنا إلى أنني لا أتحدث عن الدولة فقط.
قبل كل شيء علينا أن نكون كأفراد جاهزين ذهنيًّا.
لأن الضغط يزداد، والوقت يضيق..
***
كما هو معروف، الطرف الأول في الصراع هو الولايات المتحدة.
صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست من أكبر الداعمين لنظرية تآمر ترامب مع روسيا، فلا يخدعنكم أنهما تصدران منذ يومين بعناوين تقول إن المحقق الخاص روبرت مولر لم يتوصل لشيء!
إذا كان ترامب تخلص من ملاحقيه، كيف تم له الأمر؟ مع أن علاقات المقربين منه مع روسيا انكشفت وتوثقت..
أم أنه خضع لمطالب "الدولة العميقة" من أجل تركيع الساعين إلى الإطاحة به من الرئاسة؟
ليس هناك من يعلم ويدرك كنه الأمر بعد..
هناك من يكتبون عن تصرف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وكأنه "رئيس وراء الستار" خلال جولاته المستمرة في كل الشرق الأوسط منذ يناير/ كانون الثاني.
أما نائب الرئيس مايك بنس، فينظر إليه الإنجيليون والإسرائيليون على أنه "الزعيم الجديد"..
كل هذا والعالم يواصل حتى الآن الانشغال بالحديث عن التصرفات الغريبة لترامب..
***
الطرف الآخر في الصراع هو الصين، التي تقوم بالحملة تلو الأخرى في الأسابيع الماضية.
الرئيس الصيني توجه مباشر إلى إيطاليا، "حاملة الطائرات الثابتة للولايات المتحدة في المتوسط"، ووقع اتفاقيات بمليارات الدولارات..
إيطاليا تلك التي يعمل ستيف بانون وطاقمه منذ سنتين على ضبط النظام السياسي فيها.
وفوق ذلك، تم إطلاق اسم رنان وحافل بالمعاني على الاتفاقية: "تفاهم من أجل مبادرة الحزام والطريق".
لا تنظروا إليها على أنها مجرد اتفاقية تجارية، هي حملة مضادة شرسة جدًّا.
بعد يومين من توقيع الاتفاقية، نقلت وكالات الأنباء خبر توقيع ترامب قرار الاعتراف بالسيادة الكاملة لإسرائيل على مرتفعات الجولان.
وبذلك وجهت الولايات المتحدة إنذارًا إلى الصين بأنها سوف تقطع عليها الطريق في البحر المتوسط، وحذرتها من الامتداد نحو إيطاليا.
هناك الكثير مما يجب كتابته في هذا الإطار، لكن المجال لا يتسع..
نواصل بعد الانتخابات..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس