نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تمر العلاقات التركية الأمريكية بامتحان خطير، والأزمة القائمة بين البلدين تشتد مع مرور كل يوم. في حال إصرارهما على مواقفهما من الممكن أن تدخل المشاكل طورًا جديدًا وتنتقل إلى مجالات أخرى.
توالي التصريحات المتبادلة من الطرفين ليس من قبيل الصدفة. حافظ الجانب الأمريكي على صمته خلال الانتخابات المحلية، أما الآن فقد بدأ بزيادة الجرعة.
قائمة المشاكل العالقة بين البلدين طويلة، والبعض منها قد يؤدي إلى "أضرار" دائمة في حال عدم معالجتها بشكل جيد.
مطالب الجانبين في سوريا مختلفة وغير متوافقة. ولا يبدو أن من الممكن التوفيق بينها في حال الإصرار على الشروط الحالية.
تعقدت الأمور بشكل أكبر مع جعل الولايات المتحدة سياستها بخصوص سوريا جزءًا هامًّا من استراتيجيتها تجاه إيران بهدف تحقيق أمن إسرائيل.
هذه المقاربة تظهر أن الولايات المتحدة ستواصل التعاون مع "بي كي كي". بحسب طبيعة الأحداث سيستغرق إقامة نظام في سوريا وقتُا طويًا. وعلاوة على ذلك فإن النظام الذي تريده واشنطن في سوريا لا يبدو مقبولًا لتركيا على المدى القصير.
قضية أخرى مرشحة لإثارة أزمة مع الولايات المتحدة، وهي العقوبات الأمريكية على إيران وفنزوبلا وروسيا. وهذه قضية خلافية بين أنقرة وواشنطن.
تستفيد تركيا من عفو لمدة 6 أشهر من العقوبات الإيرانية، لكن هذا الوضع سيتغير في الأيام القادمة. سنرى كيف سيكون موقف الولايات المتحدة.
فيما يتعلق بفنزويلا، تقف تركيا والولايات المتحدة على طرفي نقيض. الجزء الأصعب من القائمة يتمثل بالعلاقات مع روسيا.
يبدو أن شراء تركيا منظومة إس-400 من روسيا بهدف تلبية حاجتها للدفاع الجوي دفع بعلاقاتها مع الولايات المتحدة إلى طور جديد.
فنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قال: "على تركيا الاختيار بين أن تكون شريكا هاما في أقوى حلف عسكري في تاريخ العالم، وبين أن تتخذ قرارات طائشة تعرض من خلالها أمن الحلف للخطر".
ولم يتأخر الرد، حيث قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي: "على الولايات المتحدة أن تقرر، هل تريد أن تبقى حليفة لتركيا، أم المخاطرة بصداقتنا ووضعنا في موقف صعب أمام أعدائنا عبر التعاون مع التنظيمات الإرهابية".
تتمتع هذه التصريحات بالأهمية لكونها تظهر لنا المشاكل التي يعتبرها الطرفان خطيرة، ويتوجب عليهما التباحث فيها.
أما الغائب في هذا المشهد، والذي يتابع عن بعد هذا الجدل بسعادة وحماس فهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يكشف بوتين للأعضاء في الناتو، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ما هي الحرب الهجينة، وكيف يجب أن تُدار، والسبيل إلى إلحاق الأضرار بحلف عمره 70 عامًا دون إطلاق رصاصة واحدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس