حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
مضت خمسة أيام على إدلاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بتصريح حافل بالأخطاء وخال من الكياسة الدبلوماسية، وحتى التربية الشخصية.
بنظرة عامة، نرى أن المقالات والتعليقات المناهضة لحلف الناتو في المنشورات بالصحف والتلفزيونات والإنترنت تضاعفت ثلاث أو أربع مرات خلال هذه الفترة.
حتى الكتاب والمحللون الذين تغاضوا عن كل أخطاء الولايات المتحدة حتى اليوم، يقولون إن الوقت حان لكي تتخلص تركيا من أغلال الناتو بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص.
في مقالة نشرها على موقعه الإلكتروني الشخصي، تطرق الأستاذ أحمد صالتق إلى مقولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "العالم أكبر من خمسة"، وقال إن الأوان آن ليدرك الكثير من البلدان حول العالم هذه الحقيقة.
الأمر المؤكد أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، علاوة على عضوي النادي النووي ألمانيا واليابان (ويمكن إضافة إسرائيل، مع أن أسلحتها مستعارة) يفعلون ما يشاؤون ببقية البلدان الـ185 في الأمم المتحدة.
غير أن مقولة "العالم أكبر من خمسة" خرجت من الوعي الباطن إلى الوعي الظاهر. لا شك أن الشعوب والكتّاب والعلماء كانوا يرون هذه الحقيقة، لكن صياغتها في جملة والنطق بها من منصة الأمم المتحدة أمام العالم بأسره كان بمثابة تنوير لهم.
يقول السيد بنس: "لن نقف متفرجين إزاء شراء حلفاء لنا في الناتو أسلحة من خصومنا، وتهديدهم الانسجام القائم داخل الحلف".
أولًا، إس-400 منظومة دفاعية وليست سلاحًا هجوميًّا. إنها درع دفاعي. إذا لم تكن الولايات المتحدة أو دولة أخرى تنوي مهاجمة تركيا بأسلحة الناتو فيجب ألا تخاف من وجود درع دفاعي يحمي الأجواء التركية.
ثانيًا، إذا كانت الولايات المتحدة تخشى من تعرف هذا الدرع الدفاعي على أسلحة الناتو الهجومية ونقل المعلومات إلى روسيا المصنعة له، فإن تركيا أكدت مرارًا وتكرارًا عدم وجود احتمال من هذا القبيل.
عندما كان يتحدث بنس عن الأضرار التي ستلحقها منظومة إس-400 بالناتو، أشار إلى أن تركيا سوف تدفع لروسيا 2.5 مليار دولار، وهذا ما يكشف حقيقة نواياه. لماذا لا تدفع تركيا هذه الأموال للولايات المتحدة وتشتري منها منظومة باتريوت؟
يكمن وراء تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، التي تصل حد الإساءة، الأموال الذاهبة إلى جيب روسيا، وليس أضرار منظومة إس-400 على الناتو.
فهل يدرك السيد بنس أنه يدفع تركيا دفعًا لمناهضة الناتو؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس