ميرا خالد خضر - خاص ترك برس
زهرة التوليب هي زهرة مدينة إسطنبول الساحرة، فهي تزين حدائقها وشوارعها وأزقتها، ويحظى مهرجان التوليب الذي يحل ضيفًا على المدينة في شهر نيسان/ أبريل من كل عام باهتمام عالمي كبير، حيث يستقطب عددا كبيرا من الصحافيين والسياح وعشاق هذه الزهرة وكذا هواة التصوير، وتتمتع زهرة التوليب بأهمية تاريخية أيضًا والأتراك لهم الفضل في نقلها لأوروبا والعالم بأسره.
ومن جهة أخرى تزينت مدينة إسطنبول في القرن الثامن عشر بألف و588 نوع من زهرة التوليب، لتتحول إلى ما يشبه جنة فوق الأرض، وتعيد تركيا في كل عام المكانة لهذه الزهرة في مدينة إسطنبول، إذ تتزين بفصل الربيع بـ30 مليون زهرة توليب من 125 نوعًا، تزرع في طرقاتها وساحاتها.
وقد توافد المواطنون والسياح والزوار لالتقاط صور تذكارية في إحدى أجمل حدائق إسطنبول "أميرغان" في منطقة "صاري يير" بإسطنبول.
زهرة التوليب زينة حدائق الملوك ومجوهرات السلطانات التركيات
دخلت زهرة التوليب أو كما تسمى بالعامية التركية "لالِه" إلى أراضي التركية قديما بعدما أحضرها الأتراك من موطنها الأصلي في آسيا الوسطى وإيران إلى الأناضول في العهد العثماني، وقد زرعها العثمانيون ونقلوها إلى إسطنبول عاصمة إمبراطوريتهم لتزين قصور السلاطين وحدائق الصفوة.
وعشقتها السلطانات التركيات فكانت تصميما لشكل مجوهراتهن الثمينة، ومن أشهرها عقد السلطانة هيام زوجة السلطان سليمان القانوني الذي كانت لديه هواية تصميم وصنع المجوهرات، ومن أشهرها عقد على شكل زهرة التوليب صمّمه وأهداه لزوجته.
وكلمة توليب مأخوذة من كلمة (تولبنت) أي عمامة السلطان التي تشبه زهرة التوليب شكلا.
وفي القرن 18 اندلعت انتفاضة غوغائية غاضبة أتت على كل حدائق التوليب، واختفت الزهرة من مدينة إسطنبول إلى حد كبير، ليعزم الناس آنذاك على استرجاعها وزراعتها، ومنذ ذلك اليوم تحف أزهار التوليب بساحل بحر مرمرة وتبدو ظاهرة لك وسط الازدحام المروري على حافة الطرقات وفي ساحات إسطنبول ومداخل مؤسساتها وحتي مقابرها.
كما نقل الأتراك هذه الزهرة إلى أوروبا في القرن السادس، لتصل إلى هولندا عن طريق الأتراك عام 1562م لتصبح هولندا بعد ذلك من منتجي هذه الزهرة وكذلك حال دولة كولومبيا.
هذا وقد سمي أحد عهود الدولة العثمانية بعهد التوليب، وهي الفترة الممتدة من 1718 إلى 1730، حيث ساد السلام بعد توقيع معاهدة مع الإمبراطورية النمساوية، ما أتاح المجال لإيلاء مزيد من الاهتمام بالفنون، وازدهرت زراعة التوليب، بشكل كبير في مدينة إسطنبول في تلك الفترة.
وترمز زهرة التوليب إلى التصريح بالحب، ولها أكثر من 125 نوعًا، وتأتي بألوان قوس قزح جميعها، ولا تعيش سوى فترة قصيرة من 7 وحتى 10 أيام فقط.
وهناك قصة قديمة عن شاب يدعى "فرهاد" وقع بحب فتاة تسمى "شيرين"، وقد وصله يومًا خبر وفاتها، فحزن عليها حزنًا شديدًا، ودفعه يأسه إلى القفز بحصانه من أعلى أحد الجبال ليلقى حتفه، حيث نزفت دماؤه وأنبتت من كل قطرة زهرة توليب رمزًا لحبه المخلص، فارتبطت زهرة التوليب بهذا الرمز وأصبحت زهرة الحب عند القدامى ولا تزال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!