ترك برس
نشر موقع مجلة "ذي ناشونال إنترست" مقالا للمحلل، سيث فرانتسمان، رأى فيه أن حصول تركيا على صْواريخ إس 400 الروسية المتطورة لن يكون في صالح النظام السوري ولا إيران، لأن هذه الصواريخ ستمنح تركيا نفوذًا أكبر في سوريا وتحجم من عمليات طائرات النظام ضد المعارضة، الأمر الذي قد يؤدي إلى توترات بين النظام وإيران مع روسيا.
وقال فرانتسمان إن صفقة صواريخ إس 400 تكشف في الظاهر أن روسيا تفوقت على الولايات المتحدة، ولكن الصفقة في الواقع جعلت موسكو أكثر ارتباطا بتركيا في الوقت الحالي على نحو يقلل من مساحة المناورة لدى موسكو.
واستعرض المحلل الإسرائيلي مراحل التقارب التركي الروسي الذي يصفه بأنه لم يكن سهلا، حيث كان البلدان على طرفي النقيض في الحرب السورية، فكانت تركيا الداعم الرئيسي لجماعات المعارضة السورية وكانت روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري، وما تبع ذلك من إسقاط تركيا لمقاتلة روسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.
وأضاف أن الأمر انتهى بتركيا وروسيا كحلفاء من خلال عملية طويلة تسارعت بسبب غضب تركيا من قرار أمريكا التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضد تنظيم داعش في سوريا، لأن تركيا تعد ميليشيا قسد الفرع السوري لحزب البي كي كي الإرهابي.
وأشار إلى أن تركيا أطلقت عملية درع الفرات في عام 2016 بموافقة روسيا. وبعد فترة وجيزة من تعاون البلدين مع إيران في عملية أستانا للسلام في سوريا، بدأت تركيا وروسيا تعملان معا بشكل وثيق مما أضعف دور النظام.
وعلاوة على ذلك تسعى تركيا وروسيا إلى الحد من من النفوذ الأمريكي في شرق سوريا، حيث تريد روسيا أن تنسحب الولايات المتحدة حتى يتمكن النظام من الوصول إلى شرق سوريا، وأدان الخطاب الروسي بشدة الولايات المتحدة لدورها في الرقة وفي التنف في جنوب سوريا.
وقال فرانتسمان إنه مع تقارب تركيا وروسيا يتساءل النظام السوري عما إذا كانت القوات التركية ستغادر شمال سوريا، حيث تسيطر تركيا الآن على عفرين ومناطق درع الفرات حول مدينة جرابلس ومحافظة إدلب.
ونوه إلى أن الحفاظ على التقارب مع تركيا هو أولوية بالنسبة إلى روسيا، في حين يحتاج النظام السوري إلى روسيا أكثر مما تحتاج إليه موسكو، لأنه لا يريد أن تبتلعه إيران؛ لذا فقد تحول إلى روسيا لتحقيق التوازن واعتبرها حليفًا أكثر موثوقية. وفي الوقت نفسه لا تريد روسيا حدوث توترات مع تركيا قد تفسد صفقة S-400.
ووفقا لفرانتسمان، فإن الحقيقة التي يُغفل عنها أنه إذا بدأت تركيا في استخدام صواريخ إس 400، فسوف يمنحها ذلك نفوذا على عمليات مقاتلات النظام السوري، إذ كيف يمكن للنظام السوري أن يواجه تركيا أو جماعات المعارضة التي تدعمها تركيا دون موافقة تركيا بمجرد حصول أنقرة على إس 400 التي يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.
وأضاف أنه ما إن تكتمل الصفقة فلن يكون لدي تركيا نظام أسلحة متطور فحسب، بل سيكون لها أيضًا نفوذ وحق الاعتراض على العمليات في شمال سوريا. وبدلًا من أن تطلب أنقرة موافقة موسكو على عملياتها العسكرية، مثلما فعلت في عملية غصن الزيتون، ستكون أنقرة لاعبًا أقوى، ومن ثم فإن صفقة S-400 ستعود بالنفع على تركيا.
لكنه يستدرك بالقول إن ذلك لا يعني أيضا أن روسيا أصبحت مرتبطة الآن بتركيا بحيث تحتفظ موسكو بأوراق أقل في سوريا، بل يعني أن تركيا قد تكون قادرة على القيام بكل ما تريد القيام به في المساحات الكبيرة التي تديرها في شمال سوريا، مما يعني أن احتمال وقوع صدام على إدلب سوف ينخفض.
وأضاف أن تعزيز التعاون التركي مع روسيا يضع الولايات المتحدة أيضا في موقف صعب، حيث يبدو أن تركيا تسير بتصميم في طريق نحو الشراكة مع روسيا وحتى على طريق العمل بشكل وثيق مع إيران.
وخلص فرانستمان إلى أن وصول صواريخ S-400 إلى تركيا، سيمنح أنقرة صوتًا غير مسبوق بشأن السياسة الروسية في سوريا وكذلك حول التحركات المقبلة للنظام السوري. وقد يتسبب ذلك في النهاية في توتر بين روسيا وحليفها السوري، كما أنه قد يغذي التوترات مع إيران التي لها أهدافها الخاصة في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!