ترك برس
وصف باحث إسرائيلي متخصص في الشأن التركي استلام تركيا منظومة الدفاع الصاورخي الروسي إس 400 في تموز/ يوليو القادم بأنه خطوة استراتيجية مهمة، مشيرا إلى أن تركيا ستخرج من حلف شمال الأطلسي ما لم تقدم الولايات المتحدة تنازلات لتركيا لحفظ ماء الوجه.
وقال الدكتور ميخائيل تنحوم وهو زميل في معهد ترومان لأبحاث تطوير السلام بالجامعة العبرية، إن توقيت تحول تركيا نحو شراء المنظومة الروسية يشير إلى شكل من أشكال المساومة مع روسيا، حيث "وافقت روسيا على إطلاق أنقرة لعملية درع الفرات في شمال سوريا في آب/ أغسطس 2016، وهي العملية التي أحبطت جهود إقامة منطقة حكم ذاتي كردي في شمال سوريا."
وأوضح تنحوم في مقال نشره معهد آسيا الوسطى والقوقاز وبرنامج دراسات طريق الحرير، إن إعادة ترتيب مصالح أنقرة بعيدًا عن واشنطن وتجاه موسكو جاء نتيجة المواقف الأمريكية والروسية تجاه مصالح تركيا في سوريا، حيث واصلت الولايات المتحدة تعميق شراكتها العسكرية مع تنظيم "ي ب ك"، ورفضت الإبقاء على صواريخ باتريوت على الحدود التركية.
وأضاف أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إعلانه في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2018 عن انسحاب أمريكي كامل من سوريا وتهديده في 13 كانون الثاني/ يناير 2019 بـ"تدمير تركيا اقتصاديًا إذا ضربت الميليشيات الكردية" عزز من تقارب تركيا مع روسيا.
وأشار تنحوم إلى أن الإجراءات العقابية التي ستفرضها الولايات المتحدة على تركيا ستلحق ضررا كبيرا بالصناعات الدفاعية التركية، ولكن ستكون لها عواقب وخيمة، حيث ستؤدي إلى الطلاق بين أنقرة وواشنطن، وربما تؤدي إلى خروج تركيا رسميا من حلف الناتو.
ورأى أنه ما لم تقدم الولايات المتحدة تنازلات لحث تركيا على الرد بالمثل عن طريق إيجاد طريقة لحفظ ماء الوجه مثل إرسال المنظومة الروسية إلى أذربيجان بدلا من نشرها على الأراضي التركية، فإنه يمكن تجنب القطيعة الاستراتيحية.
ورأى في ختام مقاله أن تركيا في حال القطيعة مع واشنطن ستسعى إلى إنقاذ تعاونها مع الشركاء الأوروبيين، لكنها ستكون على الطريق إلى الانضمام إلى بنية تحالف ما بعد أمريكا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!