سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
هناك أسلوب يتبعه جميع البلدان تقريبًا، يُقال فيه ما لا يستطيع المسؤولون قوله في العلاقات الرسمية بسبب مناصبهم، ويجري البحث فيه عن سبل جديدة خارج إطار السياسات الرسمية من أجل فتح الانسداد في العلاقات.
إنه "دبلوماسية الباب الخلفي". أعتقد أن على تركيا تجربة هذا الأسلوب من جديد مع الولايات المتحدة.
لدي اطلاع على الموضوع منذ زمن
في الواقع، بدأت تركيا تجربة هذا الأسلوب منذ فترة. لدي اطلاع على الموضوع منذ فترة طويلة. أعرف الشخصيات التركية التي جاءت إلى واشنطن لهذا الغرض، والمحادثات التي أجرتها، وكيف تسير الأمور، كل ذلك أعلمه.
أعرف منذ مدة طويلة، لكن لم أكتب لأن "الباب الخلفي"، كما يفهم من اسمه، هو مكان يستضيف المحادثات التي لا تجري أمام الرأي العام.
ما دفعني لعدم الكتابة، وإن لم يكن عن رغبة مني، هو خشيتي من التسبب في إغلاق باب مطلوب فتحه. تلازمني هذه الخشية في كل خبر وتطور أنقله من واشنطن.
لكن، في 3 مايو/ أيار الجاري نشرت صحيفة حريت مقالة للكاتبة "هاندة فرات" تحت عنوان "تفعيل دبلوماسية الباب الخلفي من جديد".
أدركت من هذه المقالة أن الخشية الموجودة لدي ليست في أنقرة، ولهذا قررت الخوض في الموضوع اليوم.
شخصيتان تركيتان أجريتا زيارتين متتاليتين
لن أكشف هوية الشخصيات التي زارت واشنطن أو أتحدث عن المحادثات التي أجرتها. جاءت شخصيتان مهمتان من أجل دبلوماسية الباب الخلفي، على نحو متتابع. سأسمي الأولى "جيم" والثانية "ميم".
"جيم" هو شخص قام بهذه المهمة على نحو فعال في واشنطن، قبل سنوات، في الفترات الأولى لصعود نجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الصعيد الدولي.
"ميم" هو الشخص الثاني، الذي قدم إلى واشنطن، وهو مقرب جدًّا من أردوغان، ويعرفه جيدًا أكثر من الآخرين ويشاطره أسراره. هذا الشخص أيضًا أجرى مباحثات في واشنطن.
مبادرة قد تمهد الطريق لإصلاح العلاقات
لجأ الطرفان إلى دبلوماسية الباب الخلفي لأن المباحثات الأمريكية التركية دخلت طريقًا مسدودًا، ولأن البلدين يكرران فيها مواقفهما باستمرار، وأصبحا يدوران في حلقة مفرغة، يرغبان في الخروج منها.
يعتقد البلدان أن المبادرة ستتيح تناول أفكار جديدة لا يمكن التحدث عنها على الصعيد الرسمي، والانطلاق من هناك على طريق تحسين العلاقات.
هذا ما أؤيده كثيرًا وهو ما يجب أن يكون. حقق هذا الأسلوب نجاحًا في الماضي، نظرًا لوجود لوبي مستعد لدعم تركيا في الكونغرس. في تلك الأيام، كان هذا اللوبي يعبر الباب الخلفي إلى الرؤساء، فضلًا عن حصوله على دعم من الكونغرس.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس