مراد كلكيت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
نحن نعيش إحدى أهم الأيام في تاريخ الجمهورية التركية، ثقوا بأننا نرجف فرحا، بعد إعلان نداء ترك سلاح حزب العمال الكردستاني، وذلك بعد جولات وجولات من المفاوضات والمحادثات، فكان الوصول إلى هذه النقطة أمرا مؤثرا فينا، وخصوصا بعد كل التطورات التي حصلت خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تم وصفها "بالثورة الصامتة"، وعلينا عدم إنكار ذلك الشعور الرائع.
من الممكن مناقشة كل شيء بعد الآن!
بعد ترك السلاح وإنهاء العنف وحقن الدماء، والارتكاز على الديمقراطية، نستطيع مناقشة كل شيء، نستطيع مناقشة إصلاح الحُكم المحلي وكذلك الحُكم الذاتي وشبه حُكم ذاتي والانفتاح في تحديد الهوية والانتماء وغيرها من المواضيع التي سنناقشها قبيل إنشاء الدستور الجديد.
وهنا لا بدّ أنْ نثني على دور الحكومة التركية وتحديدا خلال السنتين الماضيتين، فقد قامت بكل ما هو مطلوب منها، وبقيت بنفس الإصرار ونفس العزيمة على تحقيق عملية السلام، برغم بعض الأحداث والمناوشات والاستفزازات التي أريقت الدماء خلالها، إلا أنّ الحكومة أصرّت على الوصول إلى ما وصلنا إليه يوم أمس، ونستطيع القول أنّ بعض الأسماء في حزب الشعوب الديمقراطي أيضا قامت بما يجب أنْ تقوم به حسب التعليمات التي وصلتهم من سجن إمرالي.
انتبهوا من الحراك الموازي!
لا أعتقد أنْ جبل قنديل سيرفض نداء "ترك السلاح" الذي حصل يوم أمس، لكننا يجب أنْ نأخذ بعين الاعتبار تلك الشوائب التي كانت تظهر دوما مع اقتراب التوصل إلى حل نهائي ودائم للمسألة الكردية، فهؤلاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي، فعلينا أخذ كافة التدبيرات اللازمة من أجل الوقوف بوجه "التنظيم الموازي" وكذلك بعض القوى "الموازية" داخل حزب العمال الكردستاني والتي ستسعى إلى الإخلال بما تم الاتفاق عليه يوم أمس.
لا شكّ أنّ الحديث عن الدستور الجديد والنظام الرئاسي سيزداد أهمية بعدما حصل يوم أمس، واقتراب التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع الأكراد، لأنّ وجود النظام الرئاسي سيصبح ذا أهمية قصوى، فوجود النظام الرئاسي سيشكل الأرضية الصلبة للمفاوضات التي ستجري بعد ترك السلاح، وسيساهم النظام الرئاسي بتسهيل الوصول إلى استقرار السلام وتعزيزه والتوصل إلى سلام دائم.
النظام البرلماني الذي نعيشه اليوم، والذي يوجد به معارضة تقول "لا" لكل شيء تعمله الحكومة سواء أكان إيجابيا أم سلبيا، سيصعّب من التوصل إلى اتفاق وسلام دائم، لما يحتويه من بيروقراطية مقيتة. لكن برغم كل الصعاب، من حق الجميع أنْ يفرح اليوم ويسعد بما تم التوصل إليه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس