ماركار إسايان – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تتجه تركيا إلى تلبية حاجتها إلى منظومة دفاع جوي من خلال اتخاذها قرار في غاية الصواب. اعتبارًا من حزيران/ يونيو تبدأ عملية استلام منظومة إس-400، وقبل نهاية العام ستكون الصواريخ قد نُشرت في مناطق معينة من البلاد.
لا شك أنكم تذكرون كيف نزع حلفاؤنا في الناتو، في أحلك أوقات الحرب السورية، بطاريات صواريخ باتريوت التي قدموها لنا على سبيل الإعارة.
وعندما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "أردنا شراء صواريخ باتريوت في عهد أوباما، لكن لم تبيعوننا إياها" أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الجانب الآخر من الهاتف، عن دهشته الكبيرة.
في الواقع، كل هذه التفاصيل ثانوية. أصبحت محاولة الحديث عن الموقف المحق لتركيا خطوة ساذجة/ متأخرة.
ليس من قبيل الصدفة انتظام حزب الشعب الجمهوري ومعه بقية أحزاب المعارضة في جبهة واحدة ودفاعها عن الطروح الأمريكية، وعدم التفوه بأي كلمة بحق تنظيمي غولن و"بي كي كي"، وحتى إن تحدثت فهي تقول "خير لنا أن يكون تنظيم ’ب ي د’ على حدودنا وليس غيره".
لأن هذه الأحزاب التي لا يجمعها قاسم مشترك معلبة بشكل مختلف وفق حاضنتها الشعبية، غير أن المحتوى متشابه. جميعها وقفت في وجه السياسات الاستقلالية التي تتبعها تركيا. هذا هو جوهر الأمر.
انتخابات الإعادة في إسطنبول مهمة لأن هذه الأحزاب ستستخدمها رأس حربة بهدف الإطاحة بأردوغان. يمكنكم أن تكونوا متأكدين بأن الأحزاب المذكورة سوف تعيد إسطنبول بسرعة البرق إلى أيامها السابقة، حين كانت جبال القمامة تغطيها.
نجحوا في تنفيذ الانقلاب في 27 مايو/ أيار 1960، لكنهم فشلوا في المحاولة الانقلابية في 15 يوليو/ تموز. بدأوا يرمون بكل أوراقهم، ويدفعون إلى الساحة كل كبير وصغير من دجاليهم بهدف التضليل وإثارة الفوضى.
فهل ستكون تركيا بلدًا مستقلًّا، أم خاضعًا للانتداب الغربي؟ هل سيكون خيار تركيا أن تكون بلدًا تحت الانتداب، أم أنها ستواصل طريقها وفق إرادة شعبها؟
من المؤكد أننا كنا سنشهد هذه المواجهة إن عاجلًا أم آجلًا. لا بد لهذه الحفلة التنكرية أن تنتهي وستسقط الأقنعة لتظهر الوجوه الحقيقية. ألا يحدث هذا قبل كل تغيير جذري؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس