حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تحولت مسألة التجارة والاستثمار العسكري بخصوص منظومة "إس-400" ومقاتلات "إف-35"، إلى تراجيديا. والسبب الرئيسي في ذلك هو طمع الولايات المتحدة بكسب المال.
السبب في توجه تركيا لشراء إس-400 وليس باتريوت هو رغبتها في الحصول على التكنولوجيا والقدرة على تصنيع منظومة صاروخية وليس شراء صواريخ تطلقها، مقابل حوالي 3 مليارات دولار.
وعدت روسيا بنقل التكنولوجيا، فيما امتنعت شركة رايثيون الموردة لوزارة الدفاع الأمريكية عن ذلك، وما تزال، مع أن روسيا قدمت ضمانات ببقاء المعلومات المدخلة إلى منظومة إس-400 تحت سيطرة تركيا.
بعبارة أخرى، أي معلومات تدخل حاسوب منظومة إس-400 لن تنتقل إلى موسكو، في حين أن المعلومات التي ندخلها حاسوب باتريوت ستظهر على شاشة حاسوب وزارة الدفاع الأمريكية.
وما لم يتم إبرام اتفاقية نقل التكنولوجيا فإن صواريخ باتريوت لا يمكن أن تُطلق على أي هدف لا تريده الولايات المتحدة.
ستقولون "أليست الولايات المتحدة حليفتنا؟ ما نراه تهديدًا ستعتبره هي أيضًا تهديدًا".
إذا كنا حلفاء لماذا فرضت الولايات المتحدة علينا عقوبات تهدف "لتدمبر تركيا" على حد تعبيرها، لأن السلطة السياسية لم تتدخل في العملية القضائية من أجل الإفراج عن رجل دين أمريكي؟
في الواقع، لم تدمرنا العقوبات، لكنها لم تمر أيضًا مرور الكرام، وما زلنا نشعر بآثارها السلبية.
لنفس السبب تحولت القضية إلى تراجيديا. فالسلطتان التشريعية والتنفيذية في الولايات المتحدة لا تتحدثان إلا عن عقوبات ضد تركيا.
تهددان بالقول "إذا لم تتخذوا قرارًا خلال عشرة أيام سنفرض عليكم عقوبات"، من يعرف طبيعة الشعب التركي سواء أكان فردًا أم مؤسسة أم بلدًا سيعلم أن التهديد لا ينفع.
يكمن المال وراء ربط منظومة إس-400 بمقاتلات إف-35. تصنع واشنطن المقاتلات من أجل بيعها للعالم بأسره. بحسب بعض المستثمرين في الصناعات الدفاعية، فإن تركيا ستدخل بيانات الطائرات والصواريخ التي تشكل تهديدًا عليها إلى منظومة إس-400، وسيتم تعريف إف-35 على أنها صديقة وعدوة.
رغم أن تركيا تقول إن هذه المعلومات لن تصل إلى روسيا إلا أن بعض العملاء الراغبين بشراء إف-35 قد لا يصدقون. ولهذا ستصبح إف-35 "منتجًا معيبًا" أمام إس-400.
على "أصدقائنا" أن يعلموا أن مقاتلات إف-35 هي منتج معيب حتى في الوقت الحالي، لأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية في سوريا تمتلك المعلومات الكافية عن إف-35، التي تمتلكها إسرائيل منذ زمن طويل وترسلها للتحليق فوق سوريا وإيران.
فروسيا وإسرائيل تقيمان تعاونًا عسكريًّا بهدف الحيلولة دون الاشتباكات غير المرغوب بها في سوريا. وإذا كانت المقاتلات الإسرائيلية المحلقة فوق سوريا لا تتعرض للقصف فلأن الأنظمة الروسية السورية تعرفها.
هل يمكن ألا يعرف بلد يصنع ويبيع أنظمة الدفاع الجوي التهديدات؟ على الكونغرس والحكومة الأمريكيين أن يريا هذه الحقائق ويضعان حدًّا لتهديداتهما تجاه تركيا، وبذلك لا يزيدان من الشكوك حول علاقات التحالف معنا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس