مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
عندما استمعت إلى المطلعين على مفاوضات منظومة إس-400 ومقاتلات إف-35 مع الولايات المتحدة أيقنت أن دماغ واشنطن قُدّ من حجر.
لكن الجيد في الأمر أن المطلعين أنفسهم تحدثوا عن حدوث "انفراج نسبي".
باختصار، توجهت وفود متتالية من أنقرة إلى واشنطن، البعض منها بصفة "مبعوث خاص"، والبعض الآخر "رسمي"..
التقت الوفود مع صحفيين وقادة رأي من بينهم أعضاء في الكونغرس وممثلو منظمات أهلية ورجال أعمال نافذون وعسكر متقاعدون ومسؤولو جماعات صغط.
ما تمخض عن هذه اللقاءات هو أن معظم الأشخاص المذكورين لا يعرفون أمورًا كثيرة منها:
- أن إس-400 لم تكن الخيار الأول بالنسبة لتركيا
- أن تركيا طلبت من الولايات المتحدة مرات عديدة شراء منظومة باتريوت، ولم تتلقَ إجابة على طلبها
- أن آخر طلب جاء الرد عليه بعد مضي 10 أشهر
- أن واشنطن لم تقدم إجابة واضحة حتى الآن عن شروط الصفقة وتاريخ التسليم
- أن منظومة إس-400 المنشورة في كالينينغراد ترصد مقاتلات إف-35 التي تقلع من النرويج
- أن المنظومة المذكورة في سوريا تتابع مقاتلات إف-35 الإسرائيلية، التي تحلق على الحدود السورية وتخترق الأجواء أحيانًا
- أن روسيا حصلت على "أسرار" مقاتلات إف-35 منذ زمن بعيد لو أن بالإمكان الحصول على هذه الأسرار عن طريق الرصد والمتابعة فقط
بل إن سيناتورًا يطالب بتطبيق عقوبات على تركيا في إطار قانون "CAATSA"، قال: "لم نكن نعرف تلك الأمور. علي أن أتحدث مرة أخرى مع دانفورد (رئيس الأركان) وبومبيو (وزير الخارجية)".
كما أن المسؤولين الأتراك لفتوا انتباه نظراءهم الأمريكيين أن "CAATSA" قانون صدر ضد "الأعداء"، وسألوهم "هل تركيا عدوة؟ كيف تضعونها في إطار هذا القانون؟"، وعندها أجابوا بأن الأتراك محقين، لكن مع ذلك يقولون: "روسيا عدوة لنا، ينبغي عليكم عدم التعاون معها".
هناك عامل آخر مؤثر، هو طبقة كبار الموظفين. فهي منذ البداية لم تتقبل ترامب كرئيس، وتقول "لا تأخذوا ترامب على محمل الجد".
نجا ترامب من مأزق حرج بعد إغلاق التحقيقات الجارية على يد المحقق روبرت مولر حول ادعاءات تعاونه مع روسيا، وتخلص من أغلال كانت توثق قدميه. وبالتالي من الممكن أن يتحرك بأريحية أكبر في مسألة إس-400.
كما أن الادعاءات الأمريكية تصطدم بتصريح الأمين العام للناتو "القرار يعود للأعضاء بخصوص الإمكانيات الأمنية التي يحصلون عليها".
وبحسب معلومات وردتني فإن ترامب أكثر مرونة من إدارته.
إذن ما زال البحث جارٍ عن حل وسط، والمؤشر على ذلك ورد في مكالمة ترامب- أردوغان الأخيرة.
وبحسب معلومات وردتني أيضًا فإن مكالمة ترامب- أردوغان كانت "إيجابية للغاية" حتى أن ترامب اشتكى قائلًا: "تجارتنا مع تركيا قليلة جدًّا". بطبيعة الحال من الصعب زيادتها في ظل زيادة الرسوم الجمركية وارتفاع سعر صرف الدولار..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس