ترك برس
تناول تقرير في صحيفة "عربي21" أبرز العوامل التي تقف وراء ارتفاع قيمة الليرة التركية بشكل ملحوظ أمام العملات الأجنبية في الأيام الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن الليرة التركية واصلت صعودها أمام العملات الأجنبية، في الأيام الأخيرة، مدفوعة بعدد من المؤشرات الإيجابية على الصعيدين السياسي والاقتصادي للبلاد.
وأشار التقرير إلى فقدان العملة التركية نحو 14 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام لأسباب من بينها تنامي خلاف بين أنقرة وواشنطن والتهديد بأن يؤدي تسليم الصواريخ الروسية إلى إطلاق عقوبات أمريكية.
وتقول الولايات المتحدة إن أنظمة إس400 تعرض مقاتلاتها من طراز إف-35 للخطر. وهو ما تنفيه تركيا وتؤكد أنها اتخذت التدابير اللازمة في هذا الصدد.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على تركيا في حال شرائها المنظومة الروسية: "الرئيس أردوغان أراد شراء باتريوت من إدارة أوباما، ولم يُسمح بذلك، والتعامل مع تركيا لم يكن عادلا في عهد أوباما".
وأضاف ترامب خلال تصريحات أدلى بها، السبت الماضي، قبيل اجتماعه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على هامش قمة مجموعة العشرين، بمدينة أوساكا اليابانية: "إنها (إدارة أوباما) لم تبع له (الرئيس التركي) ولم تسمح له بشراء ما أراد شراءه وهي (منظومة) باتريوت، وعندما اشترى شيئا آخر، يقولون الآن إنهم سيبيعون له باتريوت"
وتابع: "لذلك أقول لكم إنه (الرئيس التركي) عضو في الناتو، وهو شخص جمعتني به صداقة، وعليكم التعامل بعدل (مع تركيا)".
وأردف: "سنعمل على زيادة حجم التجارة. 75 مليار دولار مبلغ قليل جدا بالنسبة إلى حجم التجارة البينية. ينبغي أن يتجاوز مئة مليار بكثير. نهدف إلى رفع حجم التجارة 4 أضعاف. لدى تركيا الكثير من الإنتاج والمنتجات. وعلاقاتنا في تطور على الصعيد العسكري أيضا"، مؤكدا أنه سيزور تركيا، دون أن يحدد تاريخا معينا للزيارة.
بدوره أكّد أردوغان، أن "منظومة صواريخ إس 400 أصبحت في مرحلة التسليم، والعدول عن الصفقة في هذه المرحلة لا يليق بدولة كتركيا". واستطرد الرئيس التركي: "لقد انتهى هذا الأمر".
الخبير الاقتصادي أحمد مصبح، يقول إن السوق التركي يشهد عدة مؤشرات إيجابية (سياسية واقتصادية) ساهمت بشكل كبير في التحسن الملحوظ الذي شهدته الليرة التركية على مدار الأيام القليلة الماضية. وفق "عربي21".
وقال مصبح إن تراجع احتمالات تطبيق عقوبات أمريكية على تركيا والمتعلقة بصفقة أنظمة "أس400" الصاروخية الدفاعية من روسيا، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الذي برر فيها أسباب إصرار أنقرة على إتمام الصفقة، كانت من أبرز الأسباب السياسية وراء استعادة الليرة التركية عافيتها خلال الأيام الماضية.
وأضاف: "كما أن انتهاء الاستحقاق الانتخابي لرئاسة بلدية إسطنبول، وفوز المعارضة، أدى إلى امتصاص غضب المعارضة، وضيع الفرصة على الأطراف التى كانت تنوى تصعيد الأزمة ( والتى كانت تتوقع دخول تركيا في حالة استقطاب سياسي حادة، واتهام حزب العدالة والتنمية بعدم الديمقراطية)، وانعكس أيضا بالإيجاب على سوق الصرف بالبلاد".
وأشار مصبح، إلى عدة مؤشرات إيجابية شهدها الاقتصاد التركي، وساهمت في تخفيف الضغط على العملة المحلية وتحسن سعر صرفها أمام العملات الأجنبية، أبرزها انتعاش قطاع السياحة الذي يعتبر مصدر هام للنقدي الأجنبي بالبلاد، وانخفاض عجز الحساب الجاري، وزيادة حجم الصادرات التركية بنسبة 12 بالمئة على أساس شهري، إلى جانب الإجراءات النقدية التى اتخدتها الحكومة والمتمثلة بخفض النقدية من العملات الأجنبية، وكذلك دعم الحكومة للقطاع الخاص من خلال توفير حزمة من القروض وصلت إلى 4.3 مليار دولار.
وأكد الخبير في أسواق المال، محمود إدلبي، أن الليرة التركية تقترب من دعم خط الاتجاه الصاعد عند 5.52 ، والتي تعد أهم منطقة في حياة الليرة التركية الحالية، بحسب تعبيره.
وأوضح إدلبي، في تحليل نشره عبر موقع "Investing.com"، أن وصول سعر صرف الليرة لهذا المستوى والدعم المهم يستدعي شراء الدولار مقابل الليرة التركية (أي بيع الليرة التركية و شراء الدولار).
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!