ترك برس
اعتبر الكاتب الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، جيمس دورسي، أن زيارة وفد تركي رسمي لمقاطعة شينجيانغ المضطربة في شمال غرب الصين لتقييم تقارير عن حملة قمع وحشية يتعرض لها المسلمون هناك، ستكون مقامرة محفوفة بالمخاطر، لأن صدى كيفية تعامل تركيا مع زيارة شينجيانغ سيتردد في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وتم الاتفاق على زيارة الوفد التركي لمقاطعة شينجيانغ بشمال غرب الصين خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس رجب طيب أردوغان لبكين.
ويلفت دورسي في مقاله الذي نشره أمس مركز بيغن سادات، إلى أن أردوغان حدد لهجة زيارة الوفد بإعلانه بإعلان أن من الممكن إيجاد حل لهذه القضية يأخذ بعين الاعتبار الحساسيات لدى كلا الجانبين.
ويضيف أن تركيا سعت في في الماضي دون جدوى إلى الوساطة بين الصين والمسلمين الأويغور في الإقليم من خلال الاتفاق مع بكين على برنامج استثماري في المنطقة الصينية.
ورأى أن من شأن أي تأكيد تركي لمدى الحملة التي يتعرض لها المسلمون أن يضع أردوغان كقائد على استعداد للدفاع عن القضايا الإسلامية في الوقت الذي اختار فيه القادة الآخرون تجاهلها، كما حاول العام الماضي أن يأخذ زمام المبادرة في إدانة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويلفت إلى أن وزارة الخارجية التركية أدانت بشدة في وقت سابق من هذا العام السياسة الصينية في التعامل مع قضية الإقليم. وردًا على الانتقادات، أغلقت الصين قنصليتها في مدينة إزمير الساحلية، ودعت المسافرين الصينيين إلى تركيا إلى توخي الحذر، وهددت بمزيد من الانتقام الاقتصادي.
ولكن "إذا صادقت تركيا على أساس زيارة الوفد على على تأكيد الصين بأنها تتصدى للتطرف من خلال تقديم تدريب مهني تطوعي للمسلمين الأتراك، فإنها ستمنح انتصارًا كبيرًا للصين نظرًا للعلاقات العرقية والثقافية بين تركيا وجماعة شينجيانغ المسلمة."
وفي محاولة لتحقيق التوازن بين موقع تركيا كملاذ آمن للمسلمين الأتراك والحفاظ في الوقت نفسه على علاقات وثيقة مع الصين ، قالت تركيا الشهر الماضي إنها منحت 146.000 تصريح إقامة لأفراد من العرقيات التركية ، من بينهم ما يقدر بنحو 35000 من الأويغور.
ووفقا لدورسي، فإن كيفية تعامل تركيا مع زيارة وفدها لإقليم شينجيانغ في أجزاء رئيسية من العالم الإسلامي.ومن المرجح أن يأتي استنتاج الوفد في الوقت الذي تمارس فيه السعودية والإمارات ضغوطاً على الجيش السوداني لإعادة النظر في العديد من العقود التركية المبرمة مع الرئيس المخلوع عمر بشير، بما في ذلك تطوير مطار الخرطوم وجزيرة سواكن.
وقد يؤدي الانتقاد التركي للصين أيضًا إلى تعقيد الجهود التي تبذلها حكومات آسيا الوسطى لتجاهل منطقة شينجيانغ، حتى لو كان من بين المعتقلين هناك كازاخستانيون وقرغيز وأوزبك وغيرهم من مواطني آسيا الوسطى، مما أثار مشاعر معادية للصين في الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وأضاف أن الموقف التركي المهم قد يزيد من تفاقم المشكلات، على الأقل في قيرغيزستان، بسبب ترويج الصين لشركة مقرها في شينجيانغ تتنافس على مشروع ضخم للبنية التحتية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!