ناغيهان ألتشي - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
تحقق جهود تركيا في شمال سوريا النتائج المرجوة مع استمرار القوات الإرهابية التابعة لتنظيم "ي ب ك" في الانسحاب من مواقعها. قال الرئيس رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي إنه يمكن أن ينفذ خططًا خلال فترة زمنية قصيرة لطرد "ي ب ك"، بما في ذلك القيام بعملية ضده.
كانت كلمات الرئيس واضحة: "ليس لدينا الكثير من الوقت أو الصبر بخصوص المنطقة الآمنة. خلال أسابيع قليلة، إذا لم يبدأ جنودنا بالسيطرة بالفعل على هذه المنطقة، لن يكون أمامنا من خيار آخر سوى تنفيذ خطط عمليتنا".
كانت رسالته موجهة إلى "ي ب ك" وكذلك إلى واشنطن، ويبدو أن حديثه الجازم قد أحدث نتيجة إيجابية.
اسمحوا لي أن أذكركم بتفاصيل "المنطقة الآمنة المتفق عليها".
وفقًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من الشهر الماضي بين تركيا والولايات المتحدة، تم إنشاء مركز عمليات مشترك للمنطقة الآمنة المخطط لها، لكن حجم المنطقة وكيفية إدارتها ما زال غير واضح.
تضغط تركيا للسيطرة - بالتنسيق مع الولايات المتحدة - على منطقة آمنة بعمق 30-40 كم تمتد شرق الفرات وصولًا إلى الحدود مع العراق. قال الرئيس أردوغان يوم الجمعة الماضي إنه قد وافق بالفعل مؤقتًا على منطقة آمنة اقترحتها الولايات المتحدة وهي أضيق من 32 كم.
تغير الولايات المتحدة موقفها على نحو مدهش وتقترب من وجهة نظر تركيا. كانت هناك توترات بين البلدين منذ سنوات حول الوضع في شمال سوريا، والآن نتحدث عن تقارب واضح.
ما الأسباب وراء هذا التغيير في سياسة الولايات المتحدة؟
للبلدين أفراد عسكريون في المنطقة، ويريدان إيجاد أرضية مشتركة وطرقا لتجنب الصراع بينهما. كان قرار تركيا شراء منظومة الصواريخ S-400 من روسيا نقطة توتر كبيرة في العلاقة، لكن يبدو أن أنقرة الآن أكثر استعدادًا للتعاون مع واشنطن.
لقد أكدت تركيا دائمًا أنها تريد دبلوماسية متعددة الأقطاب وأن امتلاك S-400 لا يمثل عقبة في تحالفها مع الولايات المتحدة، لكن رد فعل واشنطن كان سلبيًا للغاية على هذا القرار. الآن هدأت الأمور. قالت تركيا إنها لن تقوم بتشغيل الصواريخ حتى نيسان/ أبريل 2020، مما يسمح لقنوات التفاوض بالبقاء مفتوحة مع الولايات المتحدة التي أرسلت سفيرا جديدا إلى أنقرة في استعراض للنوايا الحسنة.
استُقبل ديفيد ساترفيلد، السفير الأمريكي الجديد في تركيا، في 28 آب/ أغسطس في مجمع بشتيبه الرئاسي.
يجب أن نتحدث أيضًا عن الموجة المحتملة للهجرة من إدلب. يريد نظام الأسد أن يسيطر على أخر معاقل المعارضة، لذا فمن المتوقع حدوث حركة نزوح كبيرة للسكان من إدلب. من جانبها تريد تركيا توطين النازحين في المنطقة الآمنة، لذا فقد يكون هذا من شأنه تسريع العملية.
السبب الأساسي وراء بحث الولايات المتحدة عن مزيد من التعاون مع تركيا هو الرغبة في تعزيز العلاقات مع حلفائها لموازنة روسيا وسوريا.
باختصار يمكننا أن نقول باختصار إن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة تعود إلى مسارها الصحيح، ويبدو أن إصرار أنقرة على سياسة الدبلوماسية متعددة الأقطاب يحقق نتائج بناءة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس