ترك برس
قال المعلق العسكري لموقع روسيا اليوم، ميخائيل خودارينوك، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لا يخشى تهديدات أي شخص بطرد تركيا من الناتو، ويعلم أنها تهديدات فارغة، لأن خروج تركيا سيكون له خسائر سياسية وعسكرية كارثية للحلف.
جاء ذلك في مقال لخودارينوك، تناول فيه التهديدات الأمريكية بتعليق عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي إذا هاجمت ميلشيات تنظيم "ي ب ك"، وهي التهديدات التي صدرت عن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام.
وكتب المعلق الروسي: "يبدو أن واشنطن تتجاهل حقيقة أن الوضع في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط قد تغير بشكل كبير، إن لم يكن جذريًا. إن عضوية حلف الناتو ليست خيارًا ضروريًا لتركيا اليوم مثلما كانت عليه خلال الحرب الباردة".
وأوضح أن أنقرة كانت إبان الحرب الباردة في خط المواجهة الأمامي لحلف الناتو على الجهة الجنوبية الشرقية وقد أعدت لتكون حاجزًا لايقهر أمام للأيديولوجية الشيوعية، وفقًا للاستراتيجيين الغربيين.
لكن روسيا في العصر الحديث ليست تهديدًا لتركيا، وأقرب جيران لأنقرة والذين كانوا ذات يوم لاعبين إقليميين أقوياء، إما مهزومون ومجزؤون مثل العراق وسوريا، أو يعانون من العقوبات، ويمنعون من الوصول إلى التكنولوجيا المتطورة والقروض الغربية، ويتخلفون بشكل كبير من حيث القوة العسكرية العصرية عالية التقنية، مثل إيران.
وأضاف أن حقيقة أن تركيا هي اللاعب الأول في المنطقة ليس مبالغة، وأن أجندة أنقرة الحالية لها قضايا ملحة أخرى وليس ردع الأيديولوجية الشيوعية أو ما يسمى التهديد الروسي. قد تحتاج تركيا فقط إلى عضوية الناتو لردع إيران النووية، لكنه مستقبل بعيد قد لا يتحقق.
وأوضح: "إذا تحدثنا عن استراتيجية تركيا، فمن المحتمل أنها تتألف من جمع الإمكانات العسكرية لأغراض العمل في مجالات اهتمام محددة بوضوح. أما بالنسبة لاختيار الأسلحة لكل مهمة، فهذه مسألة تكتيكية أكثر".
ووفقا للكاتب، فإن المناطق محل اهتمام تركيا واضحة تمامًا: اليونان وإسرائيل وقبرص.وهذا الاهتمام يرجع في الجانب الأكبر منه إلى النفط في شرق البحر المتوسط.
ويقول إن "هذه الخريطة بها مناطق توتر ملحوظة، ومن أجل الدخول في اللعبة يتعين على المرء تقييم المخاطر والأرباح، لكن القوة العسكرية ستلعب دورًا في أي سيناريو يتراوح من التشاؤم إلى السيناريو المتفائل. القوة العسكرية تعطي النفوذ، ويمكن للرافعة المالية إيجاد منصة للحوار".
وهذا هو السبب في أن أردوغان لا يخاف من تهديدات أي شخص بطرد تركيا من الناتو، ويعلم إنها تهديدات فارغة، فلا شيء يمنع أنقرة من متابعة سياساتها، ولا حتى الناتو.
ورأى الكاتب أن حلف الناتو سيكون لديه ما يخسره في حالة تطبيق هذا النوع من العقوبة بالفعل على تركيا، وقد تكون هذه الخسائر السياسية والعسكرية والإضرار بسمعة الحلف كارثية.
أولا، سيترك هذا فجوة خطيرة في صفوف التحالف لن يكون من السهل إصلاحها.
ثانياً، ستؤدي هذه الخطوة حتماً إلى مناقشة حول وجود الناتو ذاته. بعبارة أخرى، قد تلعب تركيا دور القطعة الرئيسية في أحجية البرج، والتي بمجرد سحبها تؤدي إلى انهيار البرج بأكمله.
وفي الوقت نفسه، فإن تهديد ترامب بسحق اقتصاد تركيا (والذي يجب تفسيره على أنه تدمير تركيا كدولة)، يصطدم بجدية مع مصالح الاتحاد الأوروبي سواء من حيث الاقتصاد، أو من الناحية الجيوسياسية، لأن انهيار تركيا قد يعني سقوط الجدار الأخير بين أوروبا وفيضانات المهاجرين من الشرق الأوسط.
واعتبر الكاتب أن هذا اللون من الخطاب الصادر من البيت الأبيض لن يكون له أي تأثير آخر غير إعطاء الضوء الأخضر للتعاون الكامل في مجال التسلح بين موسكو وأنقرة. وقد يؤدي هذا في النهاية إلى توازن جديد تمامًا على الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.
وتوقع في ختام مقاله أن تتغير لهجة واشنطن قريبا فيما يتعلق بتركيا، وأن نسمع خطابا مختلفا، وإلا فسينتهي الأمر بالولايات المتحدة إلى التعامل مع إيران أخرى في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!