أوكاي غونينسين - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
أفاد النائب البرلماني من حزب الشعوب الديمقراطية الكردي "سري سريا أوندر" بأنّ رسالة "عبد الله أوجلان" زعيم تنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" المحظور، والمحكوم بالسجن المؤبد في جزيرة "إيمرالي" منذ عام 1999، التي ستقرأ على الملأ في عيد نيروز سوف تكون رسالة تاريخية.
وكان أوجلان في رسالتين سابقتين أرسلهما بمناسبة "نيروز" قد وضع الخطوط السياسية الهادفة لتحقيق السلام.
وبما أن أوندر يصف رسالة أوجلان لهذا العام بـ "التاريخية" فإننا نفهم أن هذه الرسالة سوف تكون رسالة واضحة في نزع السلاح بشكل نهائي.
ولكن يال المفارقة، في الوقت الذي نتكهن فيه عن محتوى الرسالة، حدث هجوم مسلح في منطقة عسكرية شرق تركيا.
وعلى ما يبدو فإن هذا الهجوم الذي تلا زيارة هيئة حزب الشعوب الديمقراطية إلى أوجلان واللقاء الهام الذي جرى بينهما في يوم واحد فقط يثبت أن محاولات خرق عملية المصالحة الوطنية لن تهدأ بسهولة.
وتعود جذورعملية المصالحة الوطنية مع الأكراد التي تهدف إلى إنهاء النزاع المسلح الذي حصد أرواح عشرات الآلاف، إلى عام 1991 عندما دخل بعض الأكراد إلى البرلمان التركي تحت سقف "حزب الشعب الاجتماعي الديمقراطي"، وجاء في حوار دار بين الرئيس السابق وزعيم "حزب الطريق القويم" الذي فاز كحزب أول في الانتخابات العامة 1991 "سليمان ديميريل" والنائب البرلماني الكردي عن مدينة ديار بكر آنذاك "إيردال إيننو" جملة تعترف للمرة الأولى بـ "الحقيقة الكردية".
وحدث في ذلك التاريخ الكثير من محاولات التخريب والتحريض لمنع حدوث أي تفاهم أو مصالحة في هذا الشأن تماما كما يشهده واقعنا اليوم.
وعلى الرغم من كل هذا وصلنا اليوم إلى نهاية فترة المصالحة مع الأكراد بفضل الموقف السياسي القوي الثابت.
وقد عقد العزم أن تكون الرسالة مكتوبة وتقرأ في مدينة ديار بكر شرق تركيا في عيد نيروز وبالطبع ليس هناك أهمية لأن تكون الرسالة مكتوبة أو مسجلة كفيديو من قبل أوجلان.
وتأتي في المرحلة الأخيرة من عملية المصالحة مرحلة تشكيل هيئة تراقب نزع السلاح وتطلع الرأي العام عليها.
وإن ما قاله الرئيس أردوغان البارحة بأنه لم يعد هناك ما يسمى بالقضية الكردية ما هي إلا تأكيد على التطورات الديمقراطية التي وصلت لها البلاد.
ولا نبالغ بالتفاؤل إن قلنا إن هذه الوثبات في الديمقراطية تحمل الإرادة والعزم لتخطو على طريق تلافي بعض الأشياء التي لم تكتمل. وبانتهاء الإرهاب ستواجهنا مشاكل الديمقراطية وستتجلى أمامنا الديمقراطية الناقصة، لتكون مشكلتنا القادمة مشكلة الديمقراطية وليست مشكلة الأكراد.
ولكن حلها لن يكون مستعصيا إذا بذلت الجهود باتجاه إيجاد حلول في إطار من التعاون السياسي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس