عزيز أوستال – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
في مقالة نشرها بصحيفة "غوزلام"، تحدث الكاتب الصحفي علي نائل كوبالي عن حادثة حصلت معه في الولايات المتحدة فقال:
"بعد أن ألقيت كلمة حول ’البنى التنظيمية’ التي كنت أعمل عليها في الولايات المتحدة، جاءني شخص من ذوي البشرة السوداء، وسألني ’هناك لكنة في لغتك الإنكليزية، فمن أين أنت؟’.
أخبرته بأني تركي. عندها بدأ يتحدث التركية بطلاقة. قال لي أولًا إنه عقيد متقاعد من القوات المسلحة الأمريكية، وإنه تعلم التركية في مدرسة للغات بولاية كاليفورنيا.
عندما سألته عن سبب تعلمه اللغة التركية، أجابني وهو يبتسم بأن مكان مهمته كان مدينة إسطنبول. وأضاف: كنت مكلفًا بتصحيح اللوحات الدالة على الشوارع، التي تقوم طواقم الدفاع الوطني التركي بتغييرها حتى لا تعرف القوات المسلحة الأمريكية طريقها عندما تدخل إلى المدينة.. على الرغم من أنني أصبحت متقاعدًا إلا أنني أمضي إجازتي كل عام في إسطنبول. أنا أحصل على أجر من الجيش مقابل ذلك. أعرف حتى أصغر الشوارع في إسطنبول.."
عندما سمع كوبالي ما قاله الرجل أُصيب بالذهول، وقال: "ألسنا أصدقاء وحلفاء لكم؟ وعلاوة على ذلك نحن عضو في حلف الناتو..".
أجاب الضابط المتقاعد الأمريكي: "لدينا خطط قائمة على الاحتمالات. نحن نعدها ونعمل عليها وكأنها سوف تُطبق غدًا، ثم نضعها قيد الانتظار..".
فإذا كان هناك مخطط لدى الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال إسطنبول، أليس هناك مخطط آخر لاحتلال منطقة الأناضول وتركيا؟
هل يعقل ألا يكون لدى واشنطن مثل هذا المخطط؟
أرسلت هيئة الأركان التركية، عام 2003، كتابًا سريًّا إلى وزارة الداخلية، أبلغتها فيه أن الموظفين الأمريكيين في قاعدة إنجيرليك يجرون لقاءات خاصة مع موظفين حكوميين رفيعين ومواطنين، دون الحصول على موافقة من السلطات التركية.
كما هو معروف، تمتلك الولايات المتحدة 15 قاعدة، على غرار إنجيرليك، في مناطق مختلفة من تركيا، وكذلك حلف الناتو.
علاوة على ذلك، هناك قواعد سرية إلى جانب تلك المعلن عنها رسميًّا. يقول الصحفي سيمور هيرش حول هذا الموضوع:
"تمتلك الولايات المتحدة الكثير من القواعد السرية في تركيا. إذا لم أخطئ الظن، تنتشر هذه القواعد في سبع مدن. تعرف إسرائيل كل هذه القواعد، وكذلك تنظيم بي كي كي..".
هناك الكثير من الموظفين الأمريكيين في هذه القواعد يجرون لقاءات يوميًّا مع الموظفين والمواطنين الأتراك ويجمعون المعلومات منهم. تركيا تحت احتلال مدني وليس عسكري!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس