ترك برس
مع اقتراب موعد انعقاد قمة كوالالمبور الإسلامية في ماليزيا، تبرز أسئلة هامة وحساسة حولها، من قبيل هل تشكل القمة بديلاً لمنظمة التعاون الإسلامي، وما مكانة وموقع السعودية في هذه القمة، وما الذي تمهّد لها القمة؟
صحيفة "عربي بوست"، سلطت الضوء على الأمر عبر إجراء حوار الأمين العام المناوب لقمة كوالالمبور الإسلامية، شمس الدين عثمان، أجاب فيه الأخير على تساؤلات حول القمة.
وقال "عثمان" إنه غير الصحيح أن القمة الإسلامية في كوالالمبور هي بديل لمنظمة التعاون الإسلامي، ولكن الدور الذي يستطيع أن تقوم به قمة كوالالمبور هو دور استكمال لدور منظمة التعاون الإسلامي.
وأضاف أن "خير دليل على ذلك أننا دعونا بعض رؤساء الدول وليس الكل، لأننا نقدر أو نهتم برمزية ومكانة منظمة التعاون الإسلامي، وبالتالي لم تتم دعوة كل قادة العالم الإسلامي، لأن قمة كوالالمبور ليست بديلاً لمنظمة التعاون الإسلامي."
وأوضح أن "منظمة التعاون الإسلامي مهمة بالنسبة لماليزيا التي كانت من أوائل الدول التي تدعم مشروع منظمة التعاون، وهي دولة رئيسية ومؤسسة للمنظمة وحريصة عليها."
وفي معرض رده على سؤال حول السبب في دعوة عدد محدود من الدول الإسلامية وليس كلها؟، قال "عثمان" إن "الفكرة لدى رئيس وزراء ماليزيا الدكتور مهاتير محمد نريد أن نبدأ التعاون بين عدد قليل من الدول المسلمة، لأننا إذا دعونا الجميع نخشى أن نفشل من أول الطريق. فهو يفضل أن نبدأ بعدد بسيط ثم يكبر هذا التعاون."
وأضاف: "ولكن رئيس وزراء ماليزيا قال نحن نرحب بأي دولة تريد أن تكون جزءاً من هذا التحرك الذي لا يقتصر على الدول الخمس، بل هي نقطة البداية أو مرحلة أولية قبل أن يكبر المشروع."
وحول التساؤلات المتعلقة بحضور السعودية لقمة كوالالمبور الإسلامية، قال "عثمان" إنهم وجهوا دعوة للرياض "لتكون جزءاً من هذا التعاون، وأرسلنا اثنين من المبعوثين للمملكة، هما وزير خارجية ماليزيا للقاء ولي العهد السعودي، ووزير التعليم الماليزي للقاء خادم الحرمين الشريفين للترحيب بمشاركة المملكة العربية السعودية في هذه القمة الإسلامية. وحتى هذه اللحظة مازلنا ننتظر رداً إيجابياً من المملكة حول مشاركتها."
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد أكد في حوار صحفي خلال زيارته مؤخراً لتركيا أن فكرة عقد القمة الإسلامية جاءت من إدراك أن تحقيق التوافق بين أكثر من 50 دولة أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أمر يكاد يكون مستحيلاً.
وأفاد الزعيم الماليزي، أن المشكلة في أن الأمر وصل إلى اشتعال الخلافات والحروب بين الدول الأعضاء في المنظمة، وهو أمر مثير للأسى، ولذا يجب على الدول الأقل تأثراً بحالة عدم الاستقرار أن تسعى بنفسها لإظهار التعاليم الحقة للدين الإسلامي
بدوره، قال الإعلامي المصري المعروف، مقدم البرامج أحمد منصور، إنه سأل الدكتور مهاتير محمد، عن دعوة خمس دول فقط لقمة كوالالمبور، وهي تركيا وقطر وباكستان وإندونيسيا إلى جانب ماليزيا، ليجيبه بأن "هذه الدول الخمس هى الأكثراستقرارًا والأقوى فى الإمكانات والقدرة والرغبة فى حل مشاكل المسلمين ووقف حروبهم وحقن دمائهم".
وحتى الآن، أكدت 52 دولة مشاركتها في قمة كوالالمبور لعام 2019، التي من المقرر أن يفتتحها السلطان عبدالله سلطان أحمد شاه، للبحث عن حلول للمشاكل التي يواجهها العالم الإسلامي.
تصريحات إعلامية سابقة له، قال أمين عام القمة إنه من المتوقع أن ينضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد، في القمة.
وتشمل أهداف هذه القمة إيجاد حلول جديدة وعملية للمشاكل التي تواجه العالم الإسلامي، والمساهمة في تحسين حالة المسلمين والدول الإسلامية.
وتسعى القمة أيضاً إلى إقامة شبكة بين قادة الدول الإسلامية والمثقفين والعلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم، وإحياء الحضارة الإسلامية
ومن المقرر أن تعقد القمة الإسلامية خلال الفترة بين 18 و21 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!