ترك برس
قال المحلل الإسرائيلي الخبير في شؤون الشرق الأوسط، سيث فرانتسمان، إن "إسرائيل تراهن رهانا سيئا بالتحالف مع الدول العربية الضعيفة، في الوقت الذي تعادي فيه تركيا وإيران أقوى دولتين في المنطقة، وهو ما يمثل خطرا على إسرائيل في السنوات القادمة. "
وفي مقال نشره موقع "ذا ديلي بيست" كتب فرانتسمان أنه "في حين أن "كثيرا من الدول العربية اليوم إما لديها علاقات مع إسرائيل أو ترى بعض المصالح المشتركة معها، فإن الدول غير العربية القوية على أطرافها، إيران وتركيا، تعارض بشدة إسرائيل وسياساتها في القدس."
وأشار إلى أن هذا يعد تغيير كبيرا عما كان عليه الوضع قبل عقود، "حين كان لإسرائيل علاقات أوثق مع طهران وأنقرة وكان تهديدها الوجودي الرئيسي يأتي من القاهرة ومجموعة من الدول العربية. وهذا التحول ترك إسرائيل مع حفنة من العواصم العربية التي تتقاسم بعض المصالح معها، ودولتين قويتين للغاية في المنطقة تسعيان لعزلها."
وأوضح أنه بينما تشكل إيران وحلفاؤها تهديدًا عسكريًا، "تواجه إسرائيل أيضًا هجومًا دبلوماسيًا كبيرًا من تركيا على مدار العقد الماضي. بدأ هذا بشكل جدي عندما انهارت محادثات السلام التي تدعمها تركيا مع سوريا والفلسطينيين خلال حرب عام 2009 وبعد أن أرسلت تركيا أسطولًا من الناشطين إلى غزة. عام 2008."
ولفت إلى حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي، حين قارن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة مع الإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون ضد اليهود.
وأضاف أن تركيا تسعى إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية، ونظمت جلسة خاصة لمنظمة التعاون الإسلامي في عام 2017 لمعارضة اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وذهبت تركيا أيضًا إلى الأمم المتحدة لمعارضة السياسة الأمريكية.
ووفقا للمحلل الإسرائيلي، زادت تركيا وإيران دورهما في القضية الفلسطينية في الوقت الذي قلصت فيه الدول العربية دورها.
وتابع بالقول إن تركيا وإيران ما تزالان القوى العسكرية الناشئة في المنطقة. وقد مكنت العملية العسكرية التركية الأخيرة على تنظيم "ي ب ك" في شمال شرق سوريا، من عرض طائراتها بدون طيار وقدراتها العسكرية.
وتحدث فرانتيسمان عن لجوء إسرائيل إلى التواصل على نحو متزايد مع روسيا، بعد الانسحاب الأمريكي من المنطقة؛ لأن موسكو هي الداعم الرئيسي لنظام الأسد.
لكنه استدرك أن روسيا تعمل عن كثب مع تركيا وإيران، وهذا يبقي إسرائيل بعيدة عن الاجتماعات في المنطقة حيث لا يرحب بالمسؤولون الإسرائيليون رسميًا.
وختم فرانتسيمان مقاله بالقول بأن "نتنياهو وضع ثقته في العلاقات السرية مع الدول العربية. ولكن مواجهة إيران المتطورة تكنولوجيًا، وعدوانية تركيا البلد القوي والعلاقات الفاترة أو حتى الباردة مع الدول العربية، يمثل خطرًا على إسرائيل في السنوات المقبلة."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!