ترك برس
وصف محلل سياسي إسرائيلي بارز تركيا وروسيا وإيران بأنها تمثل تهديدا للأمن الغربي والإسرائيلي في منطقة شرق البحر المتوسط، مشيرا إلى أن كلا من إسرائيل واليونان وقبرص ومصر تتقاسم مخاوف مماثلة حول اتجاهات السياسة الخارجية التركية.
وفي مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أوضح إفرايم عنبار، رئيس مركز القدس لأبحاث المجتمع والدولة، أن تركيا الدولة القوية ذات الساحل الطويل على البحر المتوسط تتبنى توجهات عثمانية جديدة في في سياستها الخارجية، وتبدي رغبتها في التوسع في المنطقة.
وادّعى أن قوات الجيش التركي "غزت أجزاءً من سوريا والعراق، وكان لها نزاع إقليمي طويل مع اليونان في بحر إيجة، كما دخلت منذ عام 1974 الجزء الشمالي من قبرص، وهو موقع استراتيجي في شرق البحر المتوسط."
وزعم المحلل الإسرائيلي أن "سلوك تركيا مدفوع أيضًا بالغرائز الأيدولوجية، حيث دعمت حكومة حماس، واقامت علاقات جيدة مع الجماعات الإسلامية في سوريا وليبيا الدولتين المتوسطتين، كما تعمل تركيا على تعزيز قدراتها البحرية، وقد هددت حتى بإرسال قواتها البحرية لمرافقة السفن التي تحاول كسر الحصار البحري الإسرائيلي حول غزة."
وفيما يتعلق بروسيا قال عنبار إن "الوجود البحري الروسي في شرق المتوسط يتزايد، حيث ضمنت روسيا لنفسها القاعدة البحرية في طرسوس والقاعدة الجوية في حميميم في سوريا، بعد تدخلها الناجح في الحرب في سوريا. كما تسمح قبرص ومصر لروسيا باستخدام موانئها."
أما إيران التي تبحث عن ممر شيعي من الخليج العربي إلى البحر المتوسط، وفق المحلل الإسرائيلي، فهي تخطط لبناء قواعد جوية وبحرية على ساحل البحر المتوسط أيضًا. وهذا من شأنه أن يسمح لإيران بمد نفوذها في البلقان على طول شواطئ البحر المتوسط ، وكذلك في الغرب أيضًا، نحو المجتمعات المسلمة في أوروبا.
واضاف أن ميليشيا حزب الله اللبناني ووالمليشيات الإيرانية في سوريا، وحركة حماس في غزة الواقعين تحت النفوذ الإيراني تشكل تحديات عسكرية خطيرة على طول الحدود الشمالية والجنوبية لإسرائيل، وتسهم في ظهور تهديد جديد في شرق البحر المتوسط.
وأرجع عنبار تعزيز النفوذ الروسي والتركي في المتوسط إلى سياسة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، حين تراجعت الولايات المتحدة بشكل كبير عن الشرق الأوسط. كما أظهر الرئيس دونالد ترامب رغبته في الانسحاب في المنطقة.
ولفت في هذا الصدد إلى أن الوضع العسكري الأمريكي الضعيف في المنطقة يتجلى في أن الأسطول السادس الأمريكي لم يعد له وجود دائم لحاملة الطائرات في البحر المتوسط. كما فقدت الأساطيل البحرية الأوروبية بعضاً من قدراتها وخفضت وجودها في شرق البحر المتوسط.
وأرجع المحلل الإسرائيلي ازدياد الأهمية الاستراتيجية لمنطقة شرق المتوسط في الشؤون الدولية خلال السنوات الأخيرة إلى اكتشاف الحقول الضخمة للغاز الطبيعي أو التي يتوقع اكتشافها. وهذه الثروات ترغب فيها تركيا وروسيا وحلفاء إيران (النظام السوري وحزب الله).
وأردف أن منطقة شرق المتوسط كانت دائما مهمة لإسرائيل، لأن أكثر من 90٪ من تجارتها الخارجية تمر عبر هذه المنطقة. ومن المتوقع أن يساهم الغاز المكتشف بشكل كبير في رفاهية إسرائيل من خلال توفير طاقة رخيصة ونظيفة، وبتحويل إسرائيل إلى دولة مصدرة للطاقة.
وراى عنبار أن ثروات الغاز الإسرائيلية معرضة للتهديد، بعد أن أطلقت حماس بالفعل صواريخ على منصة للغاز تديرها اسرائيل وهدد حزب الله بالقيام بذلك. وقد تتبنى البحرية الروسية والتركية بعد ذلك مواقف أكثر ميلاً إلى المغامرة، وقد يكون هناك قريبا وجود بحري إيراني يتناسب مع طموحات هيمنة طهران.
وعاب على القيادة الإسرائيلية عدم إعطاء الأولوية للعنصر البحري في الجيش الإسرائيلي، داعيا إلى إقامة أسطول أكبر وأقوى بالنظر إلى التهديد الصاروخي الهائل الذي يستهدف إسرائيل، مما يجعل مطارات إسرائيل وأصولها الأرضية الاستراتيجية أكثر عرضة للخطر.
وقال إن "العجز الإسرائيلي العسكري في شرق المتوسط يقابله نجاح دبلوماسي كبير، حيث أصبحت إسرائيل شريكا وثيقا في محورشرق البحر المتوسط الذي يتكون من اليونان وقبرص، إلى جانب مصر العضو غير المباشر. وهذه الدول الأربعة تتقاسم مخاوف مماثلة حول اتجاهات السياسة الخارجية التركية ولها مصالح طاقة مماثلة."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!