ترك برس
تواصل ولاية قونية وسط تركيا، استقبال الآلاف من الزوار المحليين والأجانب، ضمن فعاليات إحياء الذكرى الـ746 لوفاة العالم والمتصوف الإسلامي الشهير جلال الدين الرومي، الذي سكن قونيا وتوفي فيها.
الفعاليات التي بدأت منذ السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، تختتم الثلاثاء 17 من الشهر ذاته، في فعاليات دولية تنظمها مديرية الثقافة والسياحة في ولاية قونيا، بحضور فرق فنية ومتصوفة من تركيا والدول الأخرى.
وفي هذا الإطار، أحيت فرقة موسيقا التصوف في قونيا التركية، التابعة لمديرية الثقافة والسياحة في الولاية، أمس الاثنين، أمسية جديدة من أمسيات رقصة السماح المولوية، بحضور عشاق التصوف، وعشاق جلال الدين الرومي.
وبدأت فعاليات الاثنين بحفل موسيقي لموسيقا التصوف، تلاه بدء رقصة السماح التي نزل دراويشها على ساحة الرقص ملتفين بحركاتهم التي تخاطب الاتصال بالذات الإلهية والنظرة الكونية للمتصوف على أنغام الموسيقا.
واستمتع الحاضرون بالرقصات العديدة التي أجرتها الفرقة، في خروجها والتفافها وحركات الدوران، منسجمة مع حركة اليدين، في أجواء من الروحانية والعرفان.
وتم خلال الأيام الأخيرة، تنظيم أكثر من ألف فعالية ثقافية وفنية متنوعة، ضمن إطار فعاليات إحياء ذكرى جلال الدين الرومي.
ومولانا جلال الدين الرومي، من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي؛ حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وكتب كثيرا من الأشعار، وأسس المذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات آلاف أبيات الشعر عن العشق الإلهي والفلسفة.
وولد الرومي بمدينة بلخ في خراسان، في 30 سبتمبر/أيلول 1207، ولُقب بـ"سلطان العارفين"؛ لما له من سعة في المعرفة والعلم.
واستقر في قونيا حتى وفاته في 17 ديسمبر/كانون الأول 1273، بعد أن تنقل طلبا للعلم في عدد من المدن أهمها دمشق.
وكان جلال الدين الرومي مثالا عظيما للتسامح، متّبعا تعاليم الدين، وأُحيط بأشخاص من الديانات والملل الأخرى، وضرب مثالا للتسامح معهم، وتقبلا لآرائهم وأفكارهم، وكان كل من يتبع مذهبه، يرى أن كل الديانات خير، وكلها حقيقية.
ورغم مرور قرون على رحيله، ما يزال الملايين حول العالم يلبون دعوة المعلم الروحي جلال الدين الرومي، ويتوافدون سنويًا لزيارة قبره في متحف "مولانا" بولاية قونية وسط تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!