ترك برس
يأتي تعهد تركيا بتقديم دعم عسكري لقوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في وقت تتصاعد فيه التوترات بين أنقرة ودول الاتحاد الأوروبي على عدد من الجبهات، من بينها العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا لطرد ميليشيات تنظيم "ي ب ك".
وعلاوة على ذلك، وقّعت أنقرة وطرابلس اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وهو الأمر الذي أغضب اليونان التي طردت السفير الليبي في أثينا، كما طلبت من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على تركيا.
ويرى بارا ميكائيل، الأستاذ في جامعة سانت لويس بمدريد، أن رد فعل الاتحاد الأوروبي سيظل محدودا إذا أرسلت تركيا قوات إلى ليبيا.
وأوضح في حديث لموقع قناة Euronews: "إن التدخل التركي على نطاق واسع في ليبيا من المرجح أن يؤدي إلى سلسلة من الانتقادات الأوروبية، لكن هذا سيكون له تأثير ضئيل على تركيا".
وأضاف أن الأوروبيين يشعرون بخوف كبير من ردود فعل ونفوذ الرئيس التركي، خاصة في قضايا الهجرة، لمنع فرض عقوبات على بلاده.
وحول دوافع تركيا لدعم حكومة الوفاق قال ميكائيل إن "اهتمام تركيا بالليبيا ليس جديدًا. فقد سعت أنقرة إلى تطوير سياسة التأثير في أعقاب سقوط الحاكم الليبي السابق معمر القذافي"، في عام 2011. ولكن مع هجوم خليفة حفتر على طرابلس في نيسان/ أبريل 2019، وجد الأتراك طرقًا جديدة لتوسيع نفوذهم السياسي والعسكري على الأرض".
ووفقًا للخبير، فإن اهتمام تركيا الاستراتيجي هو تطوير سياسة متوسطية قد تتنافس مع سياسة الأوروبيين.
وأضاف أن الحسابات الاقتصادية عامل آخر، حيث تقدم ليبيا "آفاقًا ضخمة" فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية وإعادة البناء.
واستبعد ميكائيل أن يكون للبعد الأيديولوجي تأثير في الدعم التركي لحكومة الوفاق.
وعن احتمال إرسال تركيا قوات على الأرض في ليبيبا ومدى تدخلها العسكري، أشار ميكائيل إلى أن الرئيس أردوغان شدد حتى الآن على استعداد تركيا لوضع الوسائل العسكرية تحت تصرف السراج، بدلًا من إرسال قوات مباشرة على الأرض.
وقال: "من الواضح أننا لا نستطيع استبعاد أي شيء لكنني سآخذ ما يقوله الأتراك عن رغبتهم في إرسال قوات إلى ليبيا بشيء من الشك".
وأردف بالقول: "أعتقد أن فايز السراج والوفد المرافق له لن يأخذوا في الاعتبار فقط إحجام نظرائهم الأوروبيين بشأن هذه القضية، ولكن أيضًا حساب مخاطر مثل هذا التدخل قبل أن يطلبه من الأتراك".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!