عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
تصرفت تركيا وكأنها مؤسسة إطفاء في المنطقة خلال الأزمة التي اندلعت بين الولايات المتحدة وإيران عقب اغتيال قاسم سليماني.
استنفرت أنقرة جهودها من أجل الحيلولة دون اندلاع أزمات أكبر في المنطقة، التي هي في الأساس ساحة للنزاعات والصراعات.
لم تكن طرفًا في الأزمة وإنما أوصت طرفيها بضبط النفس على نحو إيجابي، واتبعت دبلوماسية ضبط النفس.
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود جاووش أوغلو اتصالات مع نظرائهما وبذلا الجهود للحيلولة دون تفاقم الأزمة.
بالنظر إلى تراجع حدة الأزمة الأمريكية الإيرانية، التي قيل إنها قد تتحول لحرب عالمية ثالثة، خلال أسبوع واحد يمكننا القول إن تركيا وقفت في المكان الصحيح وقامت بخطوات صائبة بصفتها بلد كبير في المنطقة.
واجب المعارضة هو الاعتراض على أخطاء الحكومة، لكن إذا كانت تركيا اتبعت الصواب في مثل هذه الأزمة الدولية فيجب الإقرار بذلك. المعارضة لا تعني الاعتراض على كل شيء وإنما معرفة الإقرار بالخطوات الصائبة.
سنرى ما إذا كانت هذه الخطوة ستصدر عن المعارضة التركية.
فيما يتعلق بالحرب في ليبيا، قدمت أنقرة الدعم لحكومة السراج الشرعية في البلاد من أجل حماية حقوق تركيا في شرق المتوسط، وكسر محاولة الحصار التي سعت لفرضها اليونان وجنوب قبرص وإسرائيل.
كما أنها لم تقطع الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قدم الدعم للجنرال الانقلابي خليفة حفتر. لم تعلن أنها لن تتباحث مع بوتين لأنه يدعم حفتر.
بالنتيجة، خرج اجتماع أردوغان مع بوتين بدعوة لإعلان وقف إطلاق نار. وأعرب الزعيمان عن دعمهما لمؤتمر برلين بخصوص ليبيا. بذلك خرجت مبادرة جديدة في ليبيا.
عندما اتخذت تركيا قرار إرسال قواتها إلى ليبيا أقام زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو وزعيمة الحزب الجيد مرال أقشنر، الدنيا ولم يقعداها. يثور لدي الفضول حول وجهة نظر قلجدار أوغلو وأقشنر حول هذه المبادرة الأخيرة.
أمر آخر يثير فضولي.. لو أن تركيا لم تتخذ قرار إرسال قوات إلى ليبيا ولم تطأ أقدام قوة من جيشنا الأراضي الليبية هل كان من الممكن أن يكون لها كلمة في الملف الليبي؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس