ترك برس
ولد العالم اللامع "آق شمس الدين" في دمشق عام 1390، واسمه الحقيقي "محمد شمس الدين ابن حمزة"، وأتم حفظ القرآن في سنة مبكرة. ويوافق هذا العام الذكرى 561 لوفاته.
انتقل آق شمس الدين مع أسرته إلى الأناضول وهو في سن السابعة من عمره، حيث تلقى تعليمًا في الطب وعلوم أخرى بعد وفاة والده الشيخ "شرف الدين حمزة". وعمل لاحقًا مدرسًا في مدرسة "عثمانجيك".
وبعد وقت قصير من عمله في التدريس، قرر آق شمس الدين تلقي الصوفية من العالم الشهير في ذلك الوقت "حاجي بايرام"، ليعلو شأنه في طريق الصوفية بعد تجوله في بغداد والشام وإيران. مكث لفترة من الزمن في "بايبازاري" بعد استئذانه من شيخه، ثم استقر به المقام في مدينة "غوينوك" التابعة لولاية أنطاليا جنوب تركيا في الوقت الحالي.
فاتح المدينة الروحي
سمع آق شمس الدين بأن السلطان محمد الفاتح يستعد لفتح إسطنبول، فاتجه إلى أدرنة - التي كانت عاصمة الدولة العثمانية في ذلك الحين - رغبة منه بالانضمام والمشاركة بالفتح والوقوف إلى جانب السلطان الفاتح.
وفي أول خطبة جمعة بعد الفتح في أيا صوفيا، ذكر الفاتح فضل آق شمس الدين قائلًا: "هو معلمي. هو الفاتح الروحي للمدينة".
عثر في إسطنبول على قبر أبي أيوب الأنصاري، ثم قرر مغادرتها عائدًا إلى غوينوك بالرغم من إصرار الفاتح عليه للبقاء في إسطنبول. وتوفي في غوينوك عام 1459.
اشتُهِرَ بلقب "الفاتح الروحي لإسطنبول"، وكان عالمًا لامعًا في عدد من العلوم وخاصة في الطب، وهو من أوائل الذين وصفوا الميكروبات في كتابه الطبي.
وقد تحدث محمد تاباك أوغلو، الأستاذ بكلية الإلهيات بجامعة "بولو أبانت عزّت بايسال"، لوكالة الأناضول عن آق شمس الدين قائلًا: "قدّم آق شمس الدين الدعم للسلطان الفاتح، وزاد معنويات الجيش بانضمامه إلى الفتح. واستحق بذلك لقب المهندس الروحي. وعندما شعر السلطان الفاتح بالاكتئاب بسبب تأخر الفتح، حفّزه آق شمس الدين وأكّد له أن الفتح سيتحقق".
وأشار تاباك أوغلو إلى أن الشيخ آق شمس الدين "لم يكن مجرد صوفي، بل كان ذا تجربة ونبوغ في عدد من العلوم الطبيعية، ويحظى بمكانة كبيرة حتى اليوم، وهو من أهم الذين ساهموا في فتح إسطنبول".
ومن أهم آثاره "الرسالة النورية"، و"رسالة ذكر الله"، و"رسالة شرح الوحي للولي حاجي بايرام"، و"دف المتين"، و"مقام الأولياء"، و"مدة الحياة"، و"نصيحة نامة آق شمس الدين"، و"كتاب الطب"، و"حل المشكلات".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!