ترك برس
أجبر انتشار فيروس كورونا العديد من المصانع على تعليق عملياتها في الصين التي تُعدُّ منتجًا رئيسيًّا للعديد من السلع الوسيطة، ما أدّى إلى تعطيل سلاسل التوريد العمالية في العديد من الصناعات، حيث تحاول الشركات التركية الآن تلبية الطلبات المتزايدة التي تحوّلت إليها.
وقد كثّفت المصانع التركية في العديد من المجالات كالنسيج والسيارات والمواد الغذائية والآلات والإلكترونيات الإنتاجَ من أجل تلبية الطلب المتزايد من الخارج، بعد أن أصبحت آثار تفشّي فيروس كورونا في الصين أكثر وضوحًا.
كان للمرض تأثيرٌ حول العالم وصل للصناعات العالمية. وأدّى الانخفاض في الإنتاج الصناعي إلى نقصٍ في المنتجات التي تُصنّع في الصين. وبما أن العديد من الشركات والدول تعتمد على الصين في السلع الوسيطة، فإن النقص في العرض قد يؤثر على صحة العديد من الاقتصادات في العالم.
وقد أدّى المرضُ في بدايته إلى اندفاع العديد من الناس للصيدليات، ما سبّب زيادةً هائلةً في الطلبات على الكمّامات الواقية، وتدافعت المصانعُ لتلبية الطلبات والمبيعات بسرعة.
أمّا المصانع التركية التي وصلتها طلباتٌ بعشرات ملايين الكمّامات الشهر الماضي فقد اضطرّت إلى زيادة الإنتاج، وبات بعضُها يعمل على مدار 24 ساعةً في اليوم.
يُقال إن الحاجة المتزايدة للكمّامات ومستلزمات التنظيف قد أدّت لزيادة الطلب على الصناعات الكيميائية بنسبةٍ تتراوح بين 30 إلى 40 بالمئة منذ بداية تفشّي المرض، كما ارتفعت الصادراتُ بنسبة 20 بالمئة في كانون الثاني / يناير الماضي.
الصين تقدّم 3 أضعاف السعر الحالي لإنتاجٍ أعلى
نقلت صحيفة صباح اليومية التركية عن مصادر في الصناعة يوم الثلاثاء الماضي، أن تركيا تلقّت طلباتٍ من الصين وأوروبا بـ80 مليون كمّامة، ما دفع المصنّعين الأتراك لتجاوز حدودهم الإنتاجية.
وتواجه المصانع التركية حاليًّا مع قدرتها الإنتاجية المحدودة مشاكل في تلبية الطلب، ولا زالت حتى اليوم تستخدم جزءً كبيرًا من الموادّ المصنّعة في الصين لاستكمال عملية الإنتاج.
وبحسب البي بي سي فإن الصين في ظلّ الظروف العادية تنتج 20 مليون كمّامة خلال اليوم، وهو نصفُ عدد الكمّامات المصنّعة في العالم. وقد انخفض إنتاجُها إلى 10 ملايين بسبب العطلات الطويلة وتأثيرات الفيروس. وهذا الكمّ من الإنتاج غيرُ كافٍ لتلبية الطلب في الصين نفسها، ناهيك عن العالم.
ورغم أن القدرات الإنتاجية للمصانع في ولاية زونغولداك المطلّة على البحر الأسود شمال تركيا وولاية أضنة الجنوبية بلغت 4 ملايين كمّامة في الأسبوع، فإنها بالإضافة إلى العديد من المنتجين الآخرين، غير قادرة على تلقّي أي طلبات جديدة.
وتقول الشركات التركية إنها لن تتمكّن من تلقّي طلباتٍ أخرى حتى نيسان/ أبريل القادم، وسط تأكيدات بأن الصينيين قد رفعوا السعر إلى ثلاثة أضعاف السعر الحالي من أجل زيادة الإنتاج.
من جهته أكّد نائب رئيس "اتحاد جمعية مصنّعي ومورّدي الأجهزة الطبية" (TÜMDEF)، إركين ديليكانلي، لصحيفة صباح التركي إن تركيا تتلقّى أسبوعيًّا طلباتٍ بـ30 مليون كمّامة من أوروبا و50 مليون كمّامة من الصين.
وأشار ديليكانلي إلى ارتفاع الطلب على عدة منتجاتٍ مثل موازين الحرارة والمطهّرات والقفازات وأغطية الأحذية، وقال إن بإمكان تركيا إنتاج المزيد من المطهّرات ولن تواجه صعوباتٍ في هذا المجال، إلا أنها كانت تعتمد على الصين في موازين الحرارة والقفازات.
وتعمل الآن شركة "MFA" في زونغولداك بقدرةٍ إنتاجيةٍ تبلغ 4 ملايين قطعة في الأسبوع، على نظام الثلاث نوبات يوميًا من أجل تلبية الطلبات القادمة من الصين. وقال المدير العام للشركة، فاتح فورتون، إن هذه هي المرة الأولى التي يشهدون فيها هذه الحالة من الطلب المتزايد خلال الـ13 عامًا الماضية.
وقال يوسف أوتشار، مالك شركة "أتوس ساغليك" (Atos Sağlık) المحلية لإنتاج الكمّامات في أضنة، إن الصين أصبحت مستوردًا للكمّامات بعد أن كانت المورّد العالميّ الأول لها على مدى سنوات. وأضاف: "هناك شركة صينية طلبت 100 مليون كمّامة خلال أسبوع"، مؤكدًا على أنهم حاليًّا ليس بإمكانهم سوى تلبية الطلب المحليّ.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!