طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس، ثلاثة من أقدس الأماكن لدى المسلمين تخلو يومًا بعد يوم من المصلين بسبب فيروس كورونا.
مؤخرًا أُغلقت المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى، ومنها المصلى القبلي ومصلى قبة الصخرة ومصلى باب الرحمة، ولم تبقَ إلا الساحات المفتوحة في المسجد للصلاة.
إغلاق المسجد الأقصى هو غاية آمال إسرائيل، والآن فيروس لوحده قادر على فعل ذلك. يضيف المؤذنون في عدة بلدان عبارة "صلوا في رحالكم" على الأذان.
إيقاف صلوات الجماعة موضوع نقاش آخر. أُلغيت زيارات العمرة، ولا أحد يعلم ماذا سيكون مصير موسم الحج.
بينما كان الحجاج والمعتمرون العائدون من مكة والمدينة يُستقبلون بالأفراح، أصبحوا يُفرض عليهم الآن حجر صحي عند عودتهم.
كل ذلك بسبب فيروس، لكن العدوى لم تنتهِ والخطر ما زال قائمًا. يبدو أن هناك تغييرات جذرية قادمة في كثير من المجالات.
لا يمكن إغفال البعد الديني للأمر، علاوة على أبعاده الصحية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. تشهد هذه الأيام تطورات وكأنها تثبت نظريات المؤامرة المتداولة منذ سنين.
تقول هذه النظريات إن "نظامًا عالميًّا جديدًا" سوف يُؤسس. ينص هذا النظام أولًا على تدمير الأديان ومحو المعتقدات الدينية. ويقف وراء هذا النظام جمعية المتنورين "إيليموناتي"، التي تحركها عائلة روكفلر.
نعم، هي نظرية مؤامرة كُتب وصُور عنها عشرات الروايات والأفلام. البعض يصدقها، والبعض الآخر يعتقد أنه مجرد هراء.
سواء أكان لروكفلر والمتنورين دور أم لا، وسواء أكان هناك نظام عالمي أم لا، لا أهمية أبدًا لذلك. المهم هو هذه المرحلة التي نعيشها. المشهد في مكة والمدينة والقدس.
المسلمون يتركون بأنفسهم أقدس الأماكن عندهم، والسبب فيروس. لا شك أن ديننا يولي الأهمية لصحة البشر، والتدابير المتخذة تأتي في هذا الإطار. كما أن التدابير ليست متخذة في المساجد فقط بل في الكنائس أيضًا. وهي مؤقتة بطبيعة الحال.
لكن قد يكون هناك أيضًا من يخططون للاستيلاء على مقدساتنا، التي حاولوا تدميرها منذ سنين، في مرحلة ما بعد الوباء.
لذلك يتوجب على المسلمين خصوصًا ألا يتركوا للآخرين زمام المبادرة في الظروف الاستثنائية التي نجمت عن انتشار فيروس كورونا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس