ترك برس
ناقش خبراء ومحللون خلال برنامج على قناة الجزيرة القطرية، التأثيرات التي خلفها إطلاق زعيم الميليشيات خليفة حفتر هجومه على العاصمة الليبية طرابلس، قبل عام، على مسار الحل السياسي في ليبيا.
المحلل السياسي فيصل الشريف، قال إن هجوم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس انطلق قبل عام بعد ضوء أخضر أميركي، وإن الهجوم فشل في تحقيق أهدافه بسبب المقاومة والصمود لقوات "بركان الغضب".
ووصف الشريف، حفتر "بالمقاول" المشرف على "مشروع" ضخت من أجله المليارات من قبل داعميه، مستبعدا أي حل سياسي قد يلوح في أفق الأزمة الليبية قريبا.
ومن جانبه حمّل الكاتب الصحفي إبراهيم بلقاسم طرفي النزاع المسؤولية على تدهور الأوضاع ووصول المفاوضات إلى طرق مسدودة، معتبرا اعتماد الوسطاء والساعين إلى رعاية عملية سلام على حسن نوايا الفرقاء لا يكفي.
وشدد خلال مشاركته في البرنامج، على ضرورة وجود قوة ثالثة "وسيطة" تفرض التهدئة وتشرف على تنفيذ الاتفاقات.
وأوضح بلقاسم أن الأطراف التي جمعها اللواء المتقاعد قبل الهجوم على طرابلس مجموعة مهمشة من الليبيين، وأنه من الخطأ اختزال الأزمة الليبية في طرفين فقط هما الكرامة والوفاق، نظرا لوجود مكونات سياسية أخرى يتم إقصاؤها.
من جانبه، قال الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن المشكلة في مثل حال الأزمة الليبية تكمن في مجلس الأمن، وتحديدا في التناقض بين مواقف الدول حول ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار وبين ممارساتها على أرض الواقع.
وأوضح أن فرنسا على رأس تلك الدول التي راهنت منذ عام 2015 على حسم حفتر للمعركة لصالح علاقات مميزة مع باريس سواء المتعلقة بالبترول أو بما يسمى مقاومة الإرهاب.
كما أشار صيام إلى أن تقرير الخبراء لسنة 2019 -الذي تحدث علن هجوم حفتر على طرابلس- ذكر الدعم الخارجي الكبير للواء المتقاعد من أسلحة ومجموعات مرتزقة أجانب، وأنه يثبت أن حفتر يقود حربا بالوكالة لصالح دولة الإمارات وغيرها.
وشدّد صيام على أن ما يحدث مؤامرة لا تستهدف ليبيا فقط بل كل البلدان العربية وتعيق نجاح أي تجربة ديمقراطية.
وأعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، مساء السبت، أن مليشيات خليفة حفتر، والدول الداعمة لها، ارتكبت أكثر من 180 خرقا لوقف إطلاق النار، منذ 21 مارس/ آذار الماضي.
وجددت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، السبت، مناشدتها جميع الأطراف وقف العمليات العسكرية، وتفعيل الهدنة الإنسانية على الفور، بغية إتاحة المجال للسلطات من أجل التصدي لخطر فيروس كورونا.
جاء ذلك في بيان للبعثة بمناسبة ذكرى مرور عام على هجوم خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، الذي قالت إنه تسبب في مقتل 356 مدنيا وإصابة 329 آخرين حتى مارس/ آذار الماضي.
وقالت البعثة في البيان: "مع تفشي جائحة كورونا، التي تمثل أكبر تهديد قريب المدى لسلامة الشعب الليبي، ينبغي لأطراف النزاع الليبية والأطراف الخارجية الداعمة، لها أن تستجيب لدعوات وقف هذه الحرب على الفور".
وأشارت إلى أنها وفرق الأمم المتحدة في ليبيا تعمل على مدار الساعة مع السلطات المعنية في جميع أنحاء البلاد، للتصدي لجائحة كورونا.
ودعت البعثة أطراف النزاع ومن يقف وراءهم من جهات خارجية، إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في جنيف، وتبني مخرجات مؤتمر برلين، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2510.
وأوضحت أن هجوم حفتر على طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل/ نيسان 2019، "تسبب بنزاع لا طائل من ورائه، وبدد آمال الكثير من الليبيين بتحقيق انتقال سياسي سلمي من خلال الملتقى الوطني".
ووثقت البعثة منذ أبريل 2019 وحتى نهاية مارس الفائت، وقوع ما لا يقل عن 685 ضحية بين المدنيين، بينهم 356 قتيلا و329 جريحاً، فيما اضطر حوالي 149 ألفا داخل طرابلس وما حولها، إلى الفرار من منازلهم منذ بداية الهجوم.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 893 ألفا في حاجة إلى المساعدة الإنسانية. وفق وكالة الأناضول التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!