برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا في العالم المليون قبل أيام. ولن يندهش أحد إذا تجاوز الرقم مليونين بعد أسبوع.
باستثناء الصين، لم تصل البلدان المتضررة من الفيروس إلى الذروة بعد. ومع أن ارتفاع الوفيات اليومية في إيطاليا وإسبانيا يثير مخاوف جدية حتى الآن إلا أن البلدان بدأت بالخروج رويدًا رويدًا من هلع المرحلة الأولى للجائحة.
حل التعاون محل وضع يد بعض البلدان يدها على المستلزمات الطبية للبعض الآخر. في الأسابيع الأولى للوباء فشل الاتحاد الأوروبي والناتو في امتحان التضامن.
بخلت بلدان الاتحاد الأوروبي على إيطاليا، التي لم تتمكن من السيطرة على الفيروس. بل إن تشيكيا وضعت يدها على مستلزمات طبية متجهة إلى إيطاليا، وعلى غرارها فعلت إيطاليا مع ليبيا واليونان، وألمانيا مع إيطاليا، وفرنسا مع إيطاليا وإسبانيا.
وعلى الرغم من أن مساعدة روسيا والصين لإيطاليا اعتُبرت "دعاية للأنظمة الاستبدادية"، إلا أنها كانت في الحقيقة تأكيدًا لعجز قادة الاتحاد الأوروبي، وأظهرت مدى هشاشة التضامن في الاتحاد رغم كل عمليات الاندماج.
تبرز الصين وتركيا في مجال المساعدات لأسباب مختلفة. تأتي الصين في طليعة البلدان الأنشط على صعيد التعاون والمساعدة في زمن تفشي الوباء.
تستخدم بكين هذا النشاط كأداة دبلوماسية مخففة في مواجهة الاتهامات لها بأنها كانت السبب وراء انتشار الفيروس.
تركيا بلد آخر برز على صعيد المساعدات في مواجهة الفيروس. ففي بداية انتشار العدوى قدمت تركيا دعمًا بالمستلزمات الطبية للصين خلال إجلاء مواطنيها منها.
وأرسلت أنقرة مساعدات إلى ثلاثين بلدًا في طليعتها دول البلقان وفلسطين. منحت الأولوية للبلدان ذات الروابط التاريخية وتلك التي وقفت إلى جانب تركيا في أوقات المحنة.
ومؤخرًا، كانت المساعدات المحمولة على متن طائرة أُرسلت إلى إيطاليا وإسبانيا نموذجًا عن التضامن بين الحلفاء. هي نموذج عن وفاء لم ينسَ الدعم العسكري في نشر البلدين المذكورين صواريخ باتريوت بتركيا خلال الحرب السورية.
المساعدات التركية، على عكس الصين، متعلقة برؤية أوسع للتعاون الدولي. ونذكر أن تركيا احتلت قبل الوباء في المرتبة الأولى عالميًّا بتوزيع المساعدات الإنسانية مقارنة بدخلها القومي.
مدت حملة المساعدة التي وصلت الصومال وأراكان وفلسطين، يد العون إلى إيطاليا وإسبانيا في هذه الفترة.
المساعدات التركية هي امتداد لسعي هام إلى التعاون في فترة تزايدت فيها المخاوف حول مصير النظام العالمي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس