أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
أفرز فيروس كورونا ثلاثة أنواع من الدول على صعيد مكافحته. النوع الأول هو الدول التي تمتلك اكتفاء ذاتيًّا أو تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
أعلنت هذه الدول الاستنفار داخل حدودها، وكان هاجسها تجاوز مرحلة العدوى بإمكانياتها الخاصة، ولذلك تبنت مقاربة العزل، وتصرفت من منطلق أنها مجبرة على تسخير إمكانياتها من أجل مواطنيها فقط.
بالنظر إلى المشهد العام، من المفيد بالطبع أن تمتلك الدولة القدرة على الاكتفاء الذاتي بنسبة كبيرة. وهذا يشير إلى درجة من الاستعداد المسبق بقدر معين في مواجهة التهديدات المختلفة. كما يتضح أن الدولة استثمرت في المجالات الصحية والاقتصادية واللوجستية.
النوع الثاني من الدول هو تلك التي وقفت عاجزة في مواجهة الوباء، ولم تستطع حتى تلبية احتياجاتها الأساسية بإمكانيتها الخاصة في مكافحة الفيروس.
هذه هي الدول التي عجز نظامها المشلول بفعل الفيروس عن تلبية الاحتياجات الرئيسية للمواطنين. لم تستطع تطبيق خطة مكافحة فعالة في ظل الارتباط بالخارج والاحتياجات التي تتم تلبيتها بطرق هزيلة، فأصبحت بطبيعة الحال أكثر الدول تضررًا من الوباء.
يتجه جزء من هذه الدول إلى تأمين أدوات المكافحة بإنفاق الأموال، فيما أصبح الجزء الآخر بحاجة للمعونات في ظل انعدام الإمكانيات.
أما النوع الثالث فهو دول مثل تركيا، تواصل مكافحتها الوباء في الداخل بإمكانياتها الخاصة من جهة، وتقدم الدعم لمكافحة العدوى على الصعيد العالمي من جهة أخرى.
من أجل الوصول إلى هذه القدرات لا بد من استثمارات مسبقة على صعيد البنية التحتية الصحية أولًا، ومن ثم سلاسل الإمدادات وإدارة الحالات الطارئة.
بطبيعة الحال من المفيد جزئيًّا زيادة القدرات بالتوازي مع الوباء، لكن الاستثمارات المسبقة هي من تلعب الدور المحوري.
بينما تكافح تركيا الوباء في الداخل، تقدم من جهة أخرى مساعدات ملموسة لمكافحة كورونا في مناطق واسعة من العالم ما بين بريطانيا إلى كوسوفو وإيطاليا وإسبانيا وحتى ليبيا.
لا يستطيع الناس مغادرة بلدانهم بسبب كورونا، لكن المقاربة الإنسانية لتركيا تصل إلى ما وراء الحدود بكثير.
استنفرت تركيا كل إمكانياتها إلى جانب دبلوماسيتها الإنسانية من أجل مكافحة الفيروس على الصعيد العالمي، كما تفعل في الداخل.
وهذا ما يبرز الدور التركي على الصعيد العالمي لمكافحة كورونا، بحسب ما أكدته منظمة الصحة العالمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس