ترك برس
يشغل فن المنمنمات مكانة هامة في التاريخ التركي منذ مئات السنين، وقد انتشر على نطاق واسع في العهدين السلجوقي والعثماني، ولا يزال يتمتع بأهمية في الشارع التركي حتى يومنا.
الفنان التركي المتخصص بالمنمنمات، تانر ألاكوش، يشير إلى إمكانية العودة بتاريخ هذا الفن حتى الأيغور حيث نستطيع رؤية أول نتاج من هذا النوع في القرنين الـ6 و الـ7 مع ظهورالديانة المانوية التي تنسب إلى شخص يدعى ماني.
ويقول ألاكوش في مقابلة معه نشرت عبر موقع ولاية إسطنبول، إن "ماني كان رجل دين يسعى لنشر دينه الجديد بداية بالكلام ولكنه اكتشف أنه بإضافة الرسومات يمكن أن يأثر بالناس بشكل أفضل وعليه قد أنشاً مجموعة من الرسّامين المريدين التابعين له وشرعوا برسم مايمكنه أن يشرح دينهم الجديد وبهذه الطريقة نجحوا بنشر دينهم بشكل أسرع وإلى مساحات أكبر ومنهم كانت أول نماذج المنمنمات ومن بعدها استمر الأمر في الدولة السلجوقية الكبرى و سلاجقة الأناضول والدولة العثمانية وصولاً إلى يومنا هذا. بإختصار هذا ما يمكننا قوله حول تاريخ هذا الفن.
وأوضح أنه يمكننا اليوم رؤية النماذج البدائية عند ماني وفي عهد السلاجقة أيضاً يمكن أن نجد العهد الأول من المنمنمات ولكن في القرن السادس عشر عند العثمانيين نرى أنه قد جرى عملية تنقيح على المنمنمات وببعض الإضافات على هذا التقليد يتشكل هذا الفن بوجهه الحالي في يومنا.
لقد كانت مكانة المنمنمات وهدفها في عهد العثمانيين مخلتفاً، كان لها طابعاً خصوصياً محتكراً من قبل السلاطين تقوم بتصوير الحياة الخاصة لهم وحروبهم وحتى أوقات الترفيه لديهم وكل هذا المجموعة كانت تنظم في كتاب وتحفظ عند السلاطين بمعنى أن الشعب لم يستطع رؤيتها والإطلاع عليها وأما الأن بالطبع وضعها مختلف.
يمكن أن يطلق على المنمنمات أنها وثائق العصر لأنها كانت توثق ما يحصل في ذاك الزمان كألات التصوير أو بشكل أصح كالفلم المصور بآلات التصوير. الفنانون في ذلك الزمان كانوا يرسمون الأحداث بدقة حول ما يحصل من حوادث في المدينة وعمارتها وصور السلاطين ومحطات ترفيهم لذلك هي نوع من أنواع الوثائق.
يأتي اسم المنمنة من اللون الأحمر إذا أن المخطوطات النصرانية كان تكتب الأحرف الأولى فيها باللون الأحمر المائل إلى البرتقالي.
جذرها إيطالي وكلمة مينياتور اشتقت منها وتأتي بمعنى الكتب الصغيرة . ولكن لها تقنية خاصة بها. أن المنمنمات في الكتابات النصرانية تختلف أشكالها عن المنمنمات في الإسلام ولأن التصوير في الإسلام في أصله حرام إلا أن الفنانين عمدوا إلى ابتكار ألعاب متعددة حتى يقوموا بنقل ووصف الكتابات بشكل ما على سبيل المثال الأشكال لم ترسم بدقة ورسمت بشكل غير متسق وغير نسبي لايوجد أي خيالات أو ضواء. الأشكال مشوهة ومنمقة في أن واحد وبهذه الطريقة سدوا حاجتهم للرسم.
بداية يجب علينا أن نحدد المصطلحات إذا أردنا إطلاق مصطلح فن على المنمنمات فيجب أن تأخذ طابعاً جديداً ولكن أن قلنا عنها أنها حرفة فيجب أن تستمر بشكلها التقليدي ولكن حتى إذا أردنا اصطلاحا أن نحلل كلمة تقليدي في اللغة التركية نرى أنها تنقسم إلى قسمين الأتي – والإضافة عليها وبمعناه التركي أنه بكل الأحوال يجب أن نقوم بوضع إضافات على الفن الأتي من الماضي لذلك أظن أننا يجب أن نستخدم لغة أكثر شمولية وعالمية إذا اعتقدنا أن المنمنمات هي فن وأنها ليس تحت هيمنة أو خصوصية شريحة معينة وأنه فن موجه لكل المجاميع.
يقول الفنان ألاكوش إن المنمنمات هي العشق الذي على لساني، فن أتٍ من أجدادي لربما المعاصرين يفهمونه بشكل خاطئ وأن ينتقدوا لكن أنا أؤكد على هذه النقطة دائماً من لم يكن وطنياً فرصة وصوله إلى العالمية قليل جداً، يجب عليكم أن تصنعوا فناً مستمداً من ثقافتكم حتى تستلذوا بالأذواق الأخرى وبدل أن تقوموا بتقليد الفنون الأخرى لتكن لكم بصمة في المغامرة مع الفنون المحلية .لهذا أعتبر نفسي محظوظاً.
هذا النوع من الفن قابل للتجديد دائماً بإمكانكم استخدام فن المنمنمات في أي مكان بكل سهولة وأعزو هذا الأمر على أنه فن عمره 1300 – 1400 سنة منقح وجميع خطوطه واضحة لذلك يمكن أن ينسجم مع أي مكان بكل سهولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!