ترك برس
نشر مركز "موشيه ديان" الإسرائيلي تقريرا عن فيروس كورونا في تركيا، قال فيه إن تركيا نجحت حتى الآن في مكافحة الفيروس بفضل العلم وليس بالحظ، ولهذا لم تصل عدد الإصابات فيها إلى مثل ما وصل إليه في إيطاليا.
لكن التقرير لم ينسب نجاح تركيا في مواجهة الوباء إلى حسن إدارة حكومة العدالة والتنمية، ولكن إلى نجاح أطباء الدولة الذين تلقوا تعليمهم في "تركيا القديمة"، على حد قول كاتبة التقرير.
ويستهل التقرير بأنه بعد ما يقرب من شهرين منذ أن اعترفت تركيا في 11 آذار/ مارس بأن لديها أول حالة مؤكدة من فيروس كورونا، وعلى الرغم من أنها من بين الدول العشرة الأكثر إصابة بالعدوى، فإن معدل الوفيات الرسمي من كوفيد 19 هو ثاني أدنى معدل في هذه المجموعة. وحتى لو تضاعف معدل الوفيات الرسمي، وهو ما سيكون أكبر عدد ممكن نظريًا ،فلن يؤثر ذلك بشكل كبير في ترتيب تركيا.
ويضيف أن سلوك وزير الصحة، فخر الدين قوجه، وحديثه الناعم واختياره للكلمات لم يساعد الناس على فهم الوضع الصعب بشكل أفضل فحسب ، بل حصل أيضًا على الاحترام والتعاطف من جميع شرائح المجتمع بغض النظر عن مكانهم في الطيف السياسي.
ولفت إلى تصريح الوزير في يوم 18 مارس حيث قال: "لقد فقدت مريضي الأول"، وأن هذا التصريح كان له صدى لدى الأشخاص الذين لا يثقون بالحكومة والذين كانوا قلقين من أن يكون الوباء في تركيا أسوأ مما كان عليه في إيطاليا.
الإجراءات الحكومية
ويتساءل التقرير إلام يستند هذا النجاح الاستثنائي الذي عبر عنه الرئيس التركي أردوغان في أحاديثه؟ وهل هناك أي حقيقة في هذا التقييم؟
ويجيب، أولا أنشأت وزارة الصحة التركية مجلسًا استشاريًا علميًا لفيروس كورونا في 10 كانون الثاني/ يناير - بعد 10 أيام فقط من إبلاغ الصين لمنظمة الصحة العالمية بالفيروس وقبل فترة طويلة من إغلاق حدودها مع إيران والعراق وسوريا. وواصلت تركيا إيقاف جميع الحركة الجوية والبرية من وإلى الدول الأجنبية بحلول منتصف مارس.
وأضاف أن وزير الصحة تحرك في شباط/ فبراير لتخزين مليون صندوق من هيدروكسي كلوروكين، عقار الملاريا المستعمل منذ فترة طويلة. وقال الوزير إن نجاح تركيا في مكافحة فيروس كورونا يعتمد بشكل رئيسي على استخدام هذا الدواء منذ لحظة تأكيد تشخيص المريض، على عكس البروتوكولات في البلدان الأخرى حيث يتم استخدامه فقط في وحدات العناية المركزة.
ويلفت إلى أنه "منذ 24 أبريل، تجاوز عدد المرضى الذين تعافوا عدد الحالات المكتشفة في اليوم. ومن المثير للاهتمام أن عدد الاختبارات المطلوبة بدأ ينخفض أيضًا، حيث يقل يوميا عدد المرضى الذين يتوجهون إلى المستشفيات الذين يعانون من الأعراض. فهل كان ذلك علمًا أم حظًا؟"
لكن التقرير عاد وهاجم قرار الحكومة التركية ببناء مستشفى على مدراج مطار أتاتورك، وقال إن تركيا إذا كانت وصلت بالفعل إلى ذروة تفشي الفيروس، وأن انتشار كورونا بدأ ينحسر. وحتى في إسطنبول، لا تعمل أقسام الطوارئ ووحدات العناية المركزة بكامل طاقتها. فلماذا قررت الحكومة بناء مستشفى على مدارج مطار أتاتورك؟
كما ينقل اتهامات المعارضة للحكومة بسوء إدارة الأزمة الصحية، أن "الحكومة ليس لديها رغبة أو نية في العمل مع ممثلي الأحزاب المتعارضة، بل تعمل على منع المعارضة من ممارسة السياسة أو الحكم على أي مستوى، برفضها السماح للمعارضة بجمع التبرعات. تقول المعارضة إن الحكومة تترك العاطلين عن العمل بدون حماية، وتوزع القليل من المال على مؤيديها".
ويخلص التقرير إلى أن ارتفاع عدد المتعافين من هذا الوباء لم يكن بسبب عمل السياسيين، ويتهم الحكومة "بالفشل بالقيام بدورها لحماية الأرواح، وأن انخفاض معدل الوفيات في تركيا يجب أن ينسب إلى الأطباء الذين تلقوا تعليمهم في "تركيا القديمة" فهم الذين يرجع إليهم الفضل وحدهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!