ترك برس
نقل موقع "ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس" (S&P Global Platts) التابع لـ"ستاندرد إند بورز" للتصنيفات الائتمانية عن مصادر في قطاع الغاز أن تركيا تؤخر استكمال إصلاح خط أنابيب الغاز بين إيران وتركيا الذي فجر في نهاية آذار/ مارس، في محاولة واضحة لكسب تأييد واشنطن والضغط على طهران لخفض أسعارها.
وتوقفت تدفقات الغاز عبر خط الأنابيب في وقت مبكر من 31 مارس بعد انفجار نفذه إرهابيو تنظيم "بي كي كي" الذي أعلن مسؤوليته عن التفجير.
وقال مهدي جامشيدانا مدير الشحن في الشركة الوطنية الإيرانية للغاز (NIGC) لموقع وزراة النفط الإيرانية "شانا" في 31 مارس إن الإصلاحات بعد مثل هذه الهجمات تستغرق عادة ما بين ثلاثة أيام إلى أسبوع. ولكن في 19 نيسان/ أبريل، أخبرت جامشيدانا شانا أن أنقرة بدأت للتو في إصلاح الخط التالف وأبلغت طهران أنها ستستغرق عدة أسابيع.
وزعمت التقارير اللاحقة لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية و"بريس تي في" أن تركيا كانت تؤجل الإصلاحات، زاعمة أن أنقرة كانت تنحني للضغوط من واشنطن لإنهاء واردات الغاز الإيراني واستبدالها بواردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وغيرها.
ووفقًا لبيانات (S&P Global Platts) أصبحت الولايات المتحدة موردا متزايد الأهمية للسوق التركية، إذ استحوذت تركيا على 23 شحنة من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي بالفعل في عام 2020، مقارنة بـ13 شحنة لعام 2019 بأكمله وأربعة فقط في عام 2018.
وقال الموقع إن أنقرة رفضت حتى الآن التعليق على القضية، ولم يستجب مسؤولو وزارة الطاقة لأسئلة من S&P Global Platts بشأن الموعد المتوقع لإعادة فتح الخط.
وأخبر أحد مسؤولي القطاع الخاص الموقع أن أنقرة تستخدم جائحة الفيروس التاجي ذريعة لتأخير إصلاح الخط، مشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على "التباعد الاجتماعي".
واشار مسؤول آخر من القطاع الخاص على دراية بالقضية إلى أن أنقرة ستستخدم التأخير للضغط على طهران لخفض سعر الغاز الذي تبيعه لتركيا.
وقال المصدر إنه من المنطقي أن تستورد تركيا الغاز الطبيعي المسال الرخيص بدلاً من الغاز الإيراني.
استوردت تركيا 7.7 مليار متر مكعب من الغاز من إيران في 2019، أو نحو 17٪ من إجمالي وارداتها من الغاز، بموجب عقد طويل الأجل يسمح لأنقرة بشراء 9.6 مليار متر مكعب/ السنة.
على الرغم من أن أيا من الجانبين لم ينشر تفاصيل عقد التوريد، فقد ذكرت وسائل الإعلام التركية منذ فترة طويلة أن الغاز الإيراني هو أغلى مورد لخطوط الأنابيب الثلاثة في تركيا، بعد روسيا وأذربيجان.
قامت أنقرة بمحاولات متكررة في الماضي للحصول على خصومات، كان آخرها من خلال محاكم التحكيم الدولية التي منحت شركة "بوتاش" في عام 2016 خصمًا بنسبة 13.3٪ على السعر الذي تدفعه لطهران.
وشكلت واردات الغاز الطبيعي المسال في العام الماضي 28.1٪ من واردات الغاز التركية، أكثر من نصفها (15.5٪) من الغاز الطبيعي المسال.
ولفت الموقع إلى أن ما يزيد من قوة موقف تركيا هو أن استهلاكها من الغاز يستمر في الانخفاض، ففي العام الماضي، انخفضت وارداتها بنسبة 9٪ إلى 44.9 مليار متر مكعب، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض الطلب على المحروقات بنسبة 38٪.
وأضافت أن الضغط على إيران، على المدى القصير مع قطع واردات الغاز، وعلى المدى الطويل مع احتمال عدم تجديد عقد الاستيراد الحالي، يقدم أيضًا مزايا أخرى لتركيا، وأبرزها تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت أن علاقات تركيا مع الولايات المتحدة في أدنى مستوى تاريخي لها خلال العامين الماضيين بسبب مجموعة من القضايا. ولكن في الآونة الأخيرة، بدا الجانبان حريصين على بناء الجسور.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!