ترك برس - رسوم الفنانة "هافيزة يورت"، TRT haber
"الباب فافتح مسرعًا هات الخبر
عمّا هنالك في البعيد الأبعد
تلك الأغاني الراقصات على الشفاه
ألحانها نغم التحرر يا بلادي فاسعدي
ها قد أتينا فاعرفوا
أرواحنا تتآلف
والناس في بلدي العزيز يضمهم
جيش الخلود الأشرف".
هذه الأبيات من قصيدة "افتح الباب" للشاعر التركي الراحل نجيب فاضل قيصاكوريك.
شارك الرئيس رجب طيب أردوغان عبر حسابه على تويتر، صورة الشاعر في ذكرى وفاته، وعلق قائلا: "في الذكرى السابعة والثلاثين لوفاة المعلم (سلطان الشعراء) نجيب فاضل قيصاكوريك، نتذكرك بالرحمة والاحترام. ليكن مكانك الجنة".
يعد نجيب فاضل قيصاكوريك، سلطان الشعراء في الأدب التركي وسيده، الذي ألف ما يقرب من 100 عمل أدبي، أهمها "الأرصفة"، و"المحنة"، و"خلق الرجل" و"ريس باي". ويصادف يوم 25 أيار/ مايو الذكرى السابعة والثلاثين لوفاته.
ولد نجيب فاضل قيصاكوريك في 26 مايو 1904. كان والده عبد الباقي باي محاميا، وكانت والدته مديحة هانم ابنة لعائلة لاجئة كريتية. وأمضى طفولته في قصر جده محمد حلمي باي، أحد قضاة تلك الفترة، حيث تعلم القراءة من جده عندما كان عمره بين 5 و6 أعوام، ليبدأ عشقه للقراءة متأثرا بجدته "ظَفَر هانم".
بداية نشره في المجلات الأسبوعية
بدأ نجيب فاضل تعليمه في مدرسة الحي، ومدرسة "القس الفرنسي"، و"الكلية الأمريكية"، ومدرسة "دليل الاتحاد"، وأنهى تعليمه الابتدائي في مدرسة "هيبليادا نومونه". التحق بمدرسة الفنون البحرية "شاهان" (المدرسة الحربية البحرية) عام 1916، التي كان يدرس فيها آنذاك الشاعر والكاتب الشهير "يحيا كمال بياتلي" والشاعر والمفكر والسياسي والدبلوماسي "حمدالله صبحي تانريوفر".
بدأ اهتمامه بالشعر بتأسيسه مجلة أسبوعية، أسماها "نيهال" في أثناء دراسته، واهتم بالقراءة للأدباء الغربيين المعروفين بلغتهم الأصلية، مثل اللورد بايرون، وأوسكار وايلد، وشكسبير.
درس في نفس المدرسة مع الشاعر ناظم حكمت، وبدأ الدراسة بقسم الفلسفة في مدرسة دار الفنون الأدبية في عام 1921، التي تعرف من خلالها بأدباء مثل أحمد قدسي، وفاروق نافذ، ويعقوب قدري كاروعثمان أوغلو، وأحمد هاشم.
نٌشرت القصائد الأولى لقيصاكوريك في مجلة "المجموعة الجديدة" التي أنشأها "ضياء غوك ألب" ونشرها "يعقوب قدري" وأصدقاؤه، وأتيحت له فرصة منحة دراسية في باريس وهو في العشرين من عمره، من قبل وزارة التربية والتعليم التركية بعد نجاحه بالامتحان في عام 1924.
نشر كتابه الأول "شبكة العنكبوت" عند عودته إلى إسطنبول في عام 1925، ونشر قصيدة "الأرصفة" التي نالت إعجاب القراء في عام 1928.
التقى بالفنان والأديب الشهير ومعلمه "عبد الحكيم أرفاسي" في عام 1934، ومنذ ذلك الحين بدأت تظهر آثار الفكر الصوفي على أعماله.
دخل المسرح من خلال أعماله "خلق الرجل" و"البذرة"، عن طريق "محسن أرطغرل"، الذي حولها في عام 1935 إلى مسرحيات لاقت إعجابًا وإقبالًا كبيرين في الوسط الفني، خاصة مسرحية "خلق الرجل" التي ربطت بين الإسلامية والتركية.
نشرت أعماله مع أعمال كبار المفكرين في تلك الفترة في عام 1936، بفضل الإعلانات التي قدمها له جلال بيار، وجمعت له في مجموعة "الشجرة" 16 عملا.
قَبِلَ عرضًا من صحيفة أولوص، للمشاركة بمسابقة كتابة النشيد الوطني الجديد في عام 1938، ووضع شرط إمكانية التخلي عن المسابقة. وبعد قبول شرطه، كتب قيصاكوريك "النشيد الوطني الشرق العظيم"، وأطلق اسم "الشرق العظيم" على المجلة التي نشرها لاحقا.
وصف الشعور بالاكتئاب في قصيدة "المحنة" عام 1934 التي نشرها في عام 1939.
تزوج الشاعر من "فاطمة نسليهان بابان" في عام 1941، ورزق منها بأطفال هم محمد، وعمر، وعائشة، وعثمان، وزينب.
نشر العدد الأول من مجلة (الشرق العظيم) في 17 أيلول/ سبتمبر 1943، التي جذبت الانتباه بتركيزها على القيم الإسلامية. كما نشرت مقالات نجيب فاضل بأسماء مستعارة في المجلة، التي تضمنت كتابات لأسماء شهيرة في تلك الفترة. وكان من هذه الألقاب: Adıdeğmez (لا يستحق التسمية)، و"طفل إسطنبول"، و"الشرق العظيم"، و"أحمد عبد الباقي"، و"اللغوي"، و"المخبر"، و"الصراف"، و"الخائن"، و"إسطنبول".
أغلقت المجلة بقرار من مجلس الوزراء في عام 1944، وعادت للنشر مرة أخرى في عام 1945، ثم أغلقت مرة أخرى بعد عام واحد، وعادت للنشر مرة أخرى في عام 1947، لكنها سرعان ما أغلقت بأمر من المحكمة واعتقل نجيب فاضل قيصاكوريك.
تمت محاكمته بتهمة "الترويج لإهانة السلطة التركية والشعب التركي" مع زوجته نسليهان هانم لأنها مالكة المجلة، واعتقل لمدة شهر وثلاثة أيام.
أسس جمعية "الشرق العظيم" التي ترأسها في عام 1949، ثم اعتقل مع زوجته في عام 1950، وخرج من السجن بعد صدور قرار عفو من حكومة الحزب الديمقراطي بعد فوزه بالانتخابات في نفس العام، ليتم إطلاق سراحهما بموجب قانون العفو.
وبعد خروجه، بدأ قيصاكوريك بنشر مجلة "الشرق العظيم" مرة أخرى، ووجه من خلالها رسائل مفتوحة إلى عدنان مندريس اقترح فيها تطوير الحزب على محور الإسلام. وفي الوقت الذي لم تننشر به المجلة، نشرت مجلات Yeni İstanbul (إسطنبول الجديدة)، و"Son Posta"، و"Babıalide Sabah"، و"Bugün"، و"Milli Gazete"، و"Her Gün"، و"Tercüman".
أسس ابنه محمد دار نشر الشرق العظيم في عام 1973، ونشرت فيها أعماله التي طبعت في دور نشر مختلفة، وبدأها بعمله الذي يحمل اسم "السلام".
سلطان الشعراء
نظمت اتحاد الطلبة الوطني التركي حفلًا بمناسبة الذكرى الأربعين لنضال قيصاكوريك في عام 1975، نشرت بعده 13 "تقريرًا" حتى عام 1980. وفي عام 1978، نشر مجلة "الدورة الأخيرة للشرق العظيم. في عام 1980، منح لقب "سلطان الشعراء" من قبل مؤسسة الأدب التركي، ليكون الشخص الثاني الذي ينال هذا اللقب بعد الشاعر العثماني "محمود عبد الباقي".
حصل نجيب فاضل على على تكريم من المؤسسة الوطنية الثقافية في عام 1981، ونال مكافأة الخدمة المتميزة من اتحاد الكتاب الأتراك في عام 1982.
وفي عام 1977، دخل عمله "خلق الرجل" إلى التلفزيون على يد "يوجال تشاكماكلي"، ودخل عمله "الريس باي" إلى السينما على يد "مسعود أوتشاكان"، وعرض كمسرحية من قبل بلدية إسطنبول في عام 2002، ومثلت مسرحية "الريس باي" في مسارح الدولة في عام 2012، وفي مسارح المدن في عام 2017.
توفي نجيب فاضل في 25 مايو 1983، في منزله بمنطقة "أرينكوي" بإسطنبول، ودفن في مقبرة "السلطان أيوب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!