ترك برس
شهدت ولاية هطاي جنوبي تركيا، افتتاح أول متحف أرمني في البلاد، وذلك في قرية أرمنية.
متحف "جبل موسى" المقام بقرية "فاكيفلي- Vakıflı" الواقعة في بلدة صامانضاغ، وهي القرية الوحيدة في تركيا، التي يعد كامل سكانها من الأرمن.
وفي معرض تعليقه على الأمر، قال رئيس وقف الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية بالقرية، جام شابار، إن القرية تحيي الثقافة الأرمنية كما أنها تضم الأطياف الثقافية لكل الشعوب التي سكنت الأناضول، مبيناً أن المتحف الذي تم إنشاؤه لا يمثل الثقافة الأرمنية فقط بل أنه يمزج ثقافات جميع الشعوب التي تستوطن الأناضول.
وأضاف أن المتحف سيكون متاحاً للزوار عقب العودة بشكل كامل إلى الحياة الطبيعية في تركيا، والتخلص بشكل كبير من وباء كورونا.
ويضم متحف "جبل موسى" الأرمني الأزياء التقليدية ومتعلقات تاريخية والمجوهرات ويعرض على الشاشات لقطات تشرح العادات والتقاليد.
ويأتي افتتاح المتحف المذكور، رغم خلافات قائمة بين تركيا وأرمينيا، على خلفية مطالبة الأخيرة واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، أنقرة بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 على أنه "إبادة عرقية" ضد الأرمن، وبالتالي دفع تعويضات.
وبحسب اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فإن مصطلح "الإبادة الجماعية" (العرقية)، يعني التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.
وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة "الإبادة العرقية" على أحداث 915، بل تصفها بـ "المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة"، الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة الأحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.
كما تقترح تركيا القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراكا وأرمن، وخبراء دوليين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!