ترك برس
رأى تقرير لمعهد Manohar Parrikar للدراسات والتحليلات الدفاعية في الهند، أن تركيا أصبح لها اليد الطولى بين القوة الدولية والإقليمية الفاعلة في الصراع الليبي بعد أن نجحت في قلب موازين القوى لصالح حكومة الوفاق وهو ما منحها ميزة جيوسياسية على المنافسين الإقليميين.
وقال التقرير إن تطور الأحداث في ليبيا وضع تركيا في موقع مميز ليس فقط من حيث ديناميكيات الحرب الأهلية ولكن أيضًا في السياسة الإقليمية.
وأوضح أن تحركات أنقرة للتوصل إلى توافق مع موسكو والحصول على ثقة الولايات المتحدة يحميها من ضغوط القوى العظمى.
وأضاف أنه على الرغم من أن روسيا لديها مساحة لتقويض تركيا، ولكنها حريصة على إيجاد طريقة لإنهاء الصراع حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن الجنرال خليفة حفتر واستبعاده من مستقبل ليبيا.
ومع أن الاجتماع الذي كان مقررًا بين وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ونظيره الروسي سيرجي لافروف لمناقشة الوضع في ليبيا وسوريا في إسطنبول في 14 حزيران/ يونيو، قد أجل، إلا أن الجانبين حافظا على خطوط الاتصال مفتوحة.
ووفقًا للتقرير فإن القوى الخارجية الأخرى الداعمة لحفتر، بما في ذلك فرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى مصر والإمارات العربية المتحدة، غير راضية عن تطور الأحداث. ولكن بدون الدعم الأمريكي والروسي، قد لا يكون بمقدورها إجبار تركيا على تقديم تنازلات.
ويلفت التقرير إلى أن التدخل التركي في ليبيا واحتمال وجود عسكري طويل الأمد يمنحها ميزة جيوسياسية على المنافسين الإقليميين. فبعد أن أقامت تركيا قواعد عسكرية في الخليج العربي والقرن الأفريقي فإنها تتطلع إلى الحصول في ليبيا على إذن طويل الأمد لاستخدام قاعدة مصراتة البحرية وقاعدة الوطية الجوية التي ستضمن وجودها العسكري في جنوب البحر المتوسط وشمال إفريقيا.
بالإضافة إلى ذلك تتطلع تركيا أيضًا إلى تحقيق مكاسب اقتصادية، نظرًا لما تملكه ليبيا من احتياطيات هيدروكربونية هائلة وخط ساحلي طويل على البحر المتوسط. وقد وقعت تركيا بالفعل اتفاقية ترسيم المنطقة البحرية مع حكومة الوفاق الوطني التي تمنحها حقوق الحفر بالقرب من جزيرة كريت اليونانية.
وأشار إلى أن روسيا، وهي قوة هيدروكربونية دولية، قد تتعاون مع تركيا لترسيخ العملية السياسية، التي ستمنح البلدين السبق فيما يتعلق بصناعة النفط الليبية. وقد تساعد تجربة التعاون بينهما في سوريا على الجمع بين البلدين في ليبيا.
وخلص التقرير إلى أنه من الصعب في المرحلة الحالية معرفة ما قد تسفر عنه الجهود المبذولة لاستئناف العملية السياسية في ليبيا وما هو شكل الموقف في نهاية المطاف.
وأردف أن من الواضح في الوقت الراهن هو أن التدخل العسكري وضع تركيا وحكومة الوفاق الوطني في وضع جيد.
وأضاف أن براعة أنقرة العسكرية ومهارتها الدبلوماسية عززا مكانتها في السياسة الإقليمية. وكان تدخلها العسكري والدبلوماسي في ليبيا أبرز مثال على هذه البراعة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!