ندرت أرسانيل – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
لم يعد ما تقوله واشنطن أو تفكر فيه مهماً بالنسبة للمملكة السعودية. وإذا كان الوضع يتوجب أن تتحرك المملكة العربية السعودية بمفردها فإنها لن تتورع عن ذلك! وهذا هو مذهب الملك سلمان. وقد وردت تلك التصريحات على لسان الصحفي جمال خاشقجي الذي يعد مقرباً جداً من جهاز الحكم في المملكة العربية السعودية وأوضح أن السبب في ذلك هو سياسة إيران غير المسؤولة في منطقة الشرق الأوسط واليمن.
*
توصلت طهران مساء الخميس إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني مع دول الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وانكلترا وفرنسا وألمانيا (مجموعة 5+1) بعد مفاوضات دامت سنة ونصف. وباتت بنود هذا الاتفاق موضوعاً لا ينتهي للنقاش في وسائل الإعلام, مع عدم إعارة الاهتمام للشروط التقنية. حيث أثر هذا الاتفاق على موازين القوى في الشرق الأوسط وأصبحت الحسابات المقابلة من الأهمية بمكان الآن.
وتعتبر تصريحات وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو التي قال فيها "نحن سعداء جداً لتوقيع هذا الاتفاق" متعلقة بامتلاك إيران للسلاح النووي. أما إذا نظرنا إلى تصريحات رئيس مجلس الوزراء داود أوغلو التي يقول فيها أن هناك بعض الأعمال التي تتعلق بالتوسع تضر باستقرار المنطقة, فإننا نفهم أن كلامه في السياق الذي يتحدث فيه عن الوضع الجديد الذي سيفرضه هذا الاتفاق على المنطقة وعن عدم الرضا الكامل عنها.
*
هناك علاقات خاصة بين اسلام أباد والرياض. أولاً الزيارة العاجلة التي قام بها رئيس الوزراء الباكستاني شريف إلى المملكة السعودية. وثانياً اللقاءات التي أجراها رئيس الأركان الباكستاني مع الملك سلمان ووزير الدفاع محمد بن سلمان تحت عنوان مشاركة باكستان لطاقتها النووية مع المملكة السعودية!.. فقد أصبحت باكستان في الخليج , في اليمن أي في وضع يسبب التوتر لإيران وهي منحازة إلى طرف محدد. ولم تكتب هذه السطور لتكون بمثابة كذبة الأول من نيسان, كتبناها لأجل التالي... سيقوم نواز شريف بزيارة عمل إلى بلدنا بتاريخ 3 نيسان 2015 . وسيجري رئيس الوزراء شريف خلال هذه الزيارة محادثات مع السيد رئيس الوزراء في بلدنا وسيلتقي أيضاً مع السيد رئيس الجمهورية. حيث سيتبادلون وجهات النظر فيما يخص الأوضاع في المنطقة والعالم. (هذا حسب التصريح الصحفي لرئاسة مجلس الوزراء).
*
تعتقد القيادة السياسية والعسكرية لباكستان بصحة دعمها واتفاقها مع السعودية في الموضوع اليمني, وأنه لن يكن هناك مشاكل حول الموضوع الإيراني في هذا الاتفاق. والواضح أن المواضيع التي ستطرحها الشقيقة باكستان في أنقرة هي: إيران واليمن وردات الفعل الغربية والخطوات المشتركة التي يمكن للدولتين القيام بهما معاً.
ثلاثة جيوش...
لا أظن أنه من اللازم إعادة قراءة الموقف الرسمي التركي من التحالف في اليمن. ويكفي أن نقتطع جملتين من تصريحات رئيس الجمهورية في هذا الخصوص؛ "ندعم عمليات التحالف في اليمن. يمكن أن نقدم الدعم اللوجستي. يجب على إيران والجماعات الإرهابية الانسحاب من المنطقة."
هل ستشارك انقرة عسكرياً, هذا غير واضح بعد. ولكن هناك بعض الحقائق العلمية التي يمكن للجميع أن يتنبه إليها فوراً!
تخصص المملكة السعودية ميزانية غير محدودة لتجهيز جيشها حيث يستخدم أكثر المعدات تطوراً في يومنا. ولكننا لا نستطيع القول بأن جيشها جاهز تماماً للحرب! هذا أولاً, وثانياً, الجيش الباكستاني جيش قوي جداً وهو جاهز. والقوات المسلحة التركية أيضاً ضمن أفضل القوات المحترفة في العالم وقد اكتسب خبرات كبيرة في الفترة الأخيرة. ويجب أن يشكل اجتماع هذه الجيوش الثلاثة معنى مهماً.
ثلاثة أسلحة نووية!
من بين نقاط الضعف التي يجب على هذا التحالف الثلاثي أن ينتبه إليها هو إمكان تحول الأحاديث التي يجري تداولها في الشرق الأوسط منذ زمن إلى سياسة؛ أي الحديث عن امتلاك السعودية لهذه القوة حيث ستقوم بامتلاك سلاح نووي بمساعدة باكستان! ويجب في هذه الحالة أن نوضح أن انضمام تركيا إلى التحالف مع هذه الدول سيفهم من قبل الولايات المتحدة على أنه محاولة لإفشال الاتفاق الإيراني.
من الواضح أن الولايات المتحدة سيكون لديها ردة فعل قوية تجاه الموضوع ولكن لا يخفى على أحد الوضع الذي اوضحناه في الأسطر الأولى وهو أن موقف باكستان في هذه الأيام من الولايات المتحدة يتسم بالانسجام مع الموقف السعودي. وبالتالي فإن اللوم سيقع على أنقرة بعد هذا الاتفاق الذي سيحتوي المد الإيراني في المنطقة. (ماذا يحدث إذا وقع ذلك؟ هذا موضوع لنقاش طويل سأتفاداه الآن)
في التحليل الأخير يمكننا القول اننا أمام اتفاق ثلاثي متجدد بين أنقرة والرياض وإسلام آباد, وهو اتفاق اقوى من العديد من الاتفاقات الثلاثية في الشرق الأوسط. وفوق ذلك فإن النقاط المشتركة بين هذا الثلاثي كثيرة. ويمكن له أن يتحول إلى اتفاق رباعي الأطراف. وخاصة بعد امتعاض اللوبي الإسرائيلي في أمريكا من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران أي أننا يمكننا التوقع بأن معارضي أوباما أيضاً يمكنهم الاستعانة بهذا الثلاثي.
إذا ما أجلْنا النظر بشكل سريع في هذا الوضع سيتبين لنا مباشرة كم هو شائك؛ أتى رئيس الوزراء الباكستاني إلى تركيا. وسيذهب رئيس الجمهورية أردوغان بعد المحادثات التي ستجري إلى إيران في 6-7 نيسان. ويصرح نائب رئيس الوزراء بولاند أرنتش للتلفاز الإسرائيلي : "في النتيجة يجب تأمين حماية إسرائيل بشكل جيد, ونرى أن اختيار تركيا كشريك في هذه النقطة خيار صحيح".
و يوم أمس صرح رئيس الوزراء داود أوغلو في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء الباكستاني بأن تركيا جاهزة لكافة أشكال الدعم في الموضوع اليمني وهي في اتفاق تام مع باكستان!
أما رئيس الوزراء الباكستاني فصرح أن كلا الدولتين قررتا أن تكونا إلى جانب المملكة السعودية حال حاجتها إلى الدعم!..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس