ترك برس
تشهد "آيا صوفيا" فترة حرجة في هذه الأيام، ويوم غد هو يوم تاريخي لآيا صوفيا سيتقرر فيه هل سيفتح للعبادة أم لا.
في هذه الأثناء، تجدر الإشارة إلى أن أيا صوفيا يعد من أهم الأبنية في تاريخ العمارة العالمية. وقد خصّص الرحالة أوليا تشلبي قسمًا خاصًا في كتابه "سياحة نامة" لإنشاء هذا المبنى وأسراره وأساطيره سنتناولها فيما يلي.
ويذكر أنّ قراءة سورة الفتح في "آيا صوفيا" يوم 29 أيار/ مايو، في الذكرى 567 لفتح إسطنبول، أثارت جدلًا كبيرًا واهتمامًا من الرأي العام والسياسيين والصحفيين، لذلك سيتم مناقشة وضعه في الدائرة العاشرة لمجلس الدولة التي ستصدر قرارًا يقضي بإعادة تحويله إلى مسجد مرة أخرى أو إبقائه متحفًا.
شارك قرابة ثلاثة آلاف معلّم أو مهندس، و37 ألف عامل في بناء مبنى آيا صوفيا الضخم الذي استغرق 40 عامًا تحت إشراف كبير المهندسين إينادوس. في حين نٌقِل الرّخام الملون الذي استخدم في آيا صوفيا بالسفن من أماكن مختلفة حول العالم، ورُتّب بأيدي الحرفيين.
قال أوليا تشلبي في "سياحة نامة" إن "السلطان الغازي محمد خان نظّف المعبد القديم، وحرق العنبر، وحوّل البناء إلى جامع يبدو منظره كالجنّة بمحرابه ومنبره ومحفله ومئذنته".
وأشار أوليا تشلبي إلى أن أول خطبة وصلاة جمعة بعد الفتح أُدّيت في آيا صوفيا، وأن أق شمس الدين أمسك بذراع السلطان الفاتح وأدخله إلى المنبر، وعندما قال السلطان: "الحمد لله رب العالمين"، دوّت صيحات الفرح الكبيرة من حناجر المحاربين ابتهاجًا بالنصر وبأداء صلاة الجمعة في آيا صوفيا.
عبّر أوليا تشلبي عن إعجابه بقبة آيا صوفيا بقوله: "غُطّيت القبة الضخمة بالرصاص النقي، وهي القبة التي لم يُبنى مثلها من قبل ولا من بعد".
وذكر في كتابه أيضًا أنه "يوجد في جامع آيا صوفيا 361 بابًا يُقال إنّها تعويذات، كما يقال إن ألواح البوابة المركزية التي في جانب القبلة هي من حطام سفينة النبي نوح التي تم إنقاذها من جبل الجوديّ".
وأضاف أن الروايات اتفقت على أنّ في الصندوق النحاسي على باب القبلة الأوسط، مومياء الملكة صوفيا.
فتحت آيا صوفيا أبوابها للمصلين لأول مرة في عام 1453 عندما فتح السلطان محمد الفاتح إسطنبول، ثم تحوّلت إلى متحف بقرار صادر من مجلس وزراء الجمهورية التركية يوم 24 شباط/ فبراير 1934. لذلك لم تؤدّ الصلوات فيه منذ 86 عامًا.
وكانت جمعية خدمة البيئة ومؤسسات الآثار التاريخية تقدمت مرارًا بطلب التماس من مجلس الدولة لإلغاء قرار تحويل آيا صوفيا إلى متحف، وقد رفض القضاء كل هذه الطلبات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!