ترك برس
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن باريس خسرت في المواجهة مع تركيا في البحر المتوسط، وأعلنت انسحابها المؤقت من عملية المراقبة البحرية، مما يعني تمكن السفن التركية من التحرك بحرية قبالة سواحل ليبيا تحت أنظار فرنسا العاجزة.
وأضافت لوفيغارو أن حادثة التحرش المزعومة - التي قيل إنها تمثلت في "إطلاق ومضات رادارات ضوئية" على الفرقاطة الفرنسية كوربيه في 10 يونيو/حزيران الماضي من قبل 3 زوارق تركية ترافق سفينة شحن تركية- كانت هي الحادث المفصلي، مشيرة إلى أنه ظل دون رد من فرنسا.
وأوردت الصحيفة ما نقل عن وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في جلسة استماع أمام البرلمانيين الأوروبيين في اللجنة الفرعية للدفاع حين قالت مخاطبة الأوروبيين "من المفترض أن نكون حلفاء، وليس من المقبول أن ينتهك الحليف القواعد التي يفرضها التحالف ويهدد من يستجوبونه".
ومع أن باريس تدافع عن روايتها للحادث بأن وزارة الجيوش الفرنسية لديها اعتراضات أو صور كهرومغناطيسية فإن أنقرة دحضت جميع اتهامات الاستهداف أو السلوك العدواني، وطلبت من باريس "الاعتذار"، كما أن التقرير الذي كلف به حلف شمال الأطلسي لم يحل النزاع.
وبحسب مصدر رسمي لدى "ناتو" إن "هذا التقرير سري وسيناقش بين الحلفاء في المستقبل القريب"، في حين أشارت الصحيفة إلى وجود ارتباك داخل الحلف.
وأوضحت الصحيفة أن معظم أعضاء الناتو فضلوا الابتعاد عن القضية، وأن فرنسا لم تحصل على الدعم إلا من 8 دول -ليست من بينها الولايات المتحدة- من أصل 30 دولة، وفقاً لما نقله تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.
من جهة أخرى، أكدت الصحيفة أن فرنسا ستظل تدعم العملية الأوروبية "إيريني"، لكن ضابطا في بحريتها قال إنه "لن يكون هناك مجال كبير للمناورة"، وهو ما يعني -حسب الصحيفة- أن فرنسا ستبني قدرات استخبارية مستقلة لرصد التحركات في المنطقة.
ووفقاً للصحفية الفرنسية، فإن ما يضعف موقف باريس، هو ما تُتهم به من لعبة مزدوجة في ليبيا، إذ دعمت فرنسا قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من روسيا.
كما تُتهم باريس بالصمت على خروق الحظر عندما تكون لصالح حفتر، وهو ما تنفيه وزارة الدفاع الفرنسية قائلة "نحن ضد انتهاكات الحظر أيا كان مصدرها، وقد منعت إحدى فرقاطاتنا ناقلة نفط إماراتية من الرسو في طبرق".
وتختتم الصحيفة بالقول إنه على كل حال يبدو أن فرنسا ومعها أوروبا فقدتا أي نوع من السيطرة على مآلات الأزمة في ليبيا.
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كثّف هجومه على تركيا في الأونة الأخيرة، بالتزامن مع الخسائر التي تلقاها الانقلابي خليفة حفتر أمام قوات حكومة الوفاق الوطني الليبي.
ووصف ماكرون فعاليات تركيا في ليبيا باللعبة الخطيرة التي لا يمكن التسامح معها، فرد عليه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بالقول: "الناتو ينظر إلى روسيا كتهديد، إلا أن فرنسا الحليفة في الناتو تبذل جهودا لتعزيز الوجود الروسي في ليبيا".
وقالت الخارجية التركية إن وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعم تركيا للحكومة الشرعية في ليبيا بطلب منها وفي إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بـ "اللعبة الخطيرة"، لا يمكن تفسيره سوى بأنه خسوف للعقل.
وأضافت: "لو تفقد السيد ماكرون ذاكرته واستخدم تفكيره السليم فسيتذكر أن المشاكل التي تعيشها ليبيا ناتجة عن هجمات الإنقلابي حفتر الذي يدعمه، والذي رفض التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في موسكو وبرلين".
وأردفت: "تتحمل فرنسا مسؤولية كبيرة في جرّ ليبيا إلى الفوضى عبر دعمها كيانات غير شرعية لسنوات، وبالتالي فهي التي تلعب اللعبة الخطيرة في ليبيا".
وزادت: "على الرغم من أن ماكرون يحاول التستر على هذه الحقائق بمزاعم لا أساس لها ضد تركيا، فإن الشعب الليبي لن ينسى أبدا الأضرار التي سببتها فرنسا في ليبيا بما تتماشى مع مصالحها الأنانية وأهداف المتعاونين معها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!