ترك برس
شاركت وزارة الزراعة والغابات التركية صورة ظلية للسلطان ألب أرسلان، أنشئت عن طريق الحراثة على حقل مساحته 121 دونمًا مجاور لحديقة معركة “ملاذكرد” التاريخية الوطنية، في الذكرى 949 للنصر في معركة ملاذكرد الذي غير مجرى التاريخ.
وقالت الوزارة في بيان لها إنه تم تنظيم مراسيم احتفالية بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الذكرى 949 للنصر في معركة ملاذكرد بحديقة معركة ملاذكرد التاريخية الوطنية.
أدلى الرئيس أردوغان بكلمة خلال المراسيم الاحتفالية، قال فيها “إن الصورة الظلية للسلطان ألب أرسلان، التي تم حفرها بجوار حديقة معركة ملاذكرد التاريخية الوطنية، بلغ مقاسها 442 × 275 مترا”.
كما صرح وزير الزراعة والغابات بكير باكدميرلي، في كلمته بأن هذه الحديقة تعد من المناطق المحمية التي تتمتع بميزتين هامتين: أنها حديقة وطنية تاريخية وأنها الأرض التي جرت عليها معركة ملاذكرد، وقال: "من هذا المنطلق، نعمل على تربية أجيال تليق بالسلطان ألب أرسلان، الذي فتح أبواب الأناضول بمعركة ملاذكرد عام 1071”.
وأشار إلى أن الوزارة تقدم الدعم من خلال الاستثمارات “التي تساهم في تعزيز الوعي التاريخي لشعبنا، فقد تم افتتاح الحديقة التاريخية الوطنية في هذا المجال بالذكرى السنوية للمعركة عام 2018، وقمنا ببناء مدرج طائرات الهليكوبتر فيها، كما أنشأنا طريقا وشيدنا مسجدا ووحدة للبروتوكول ونوافير، وأنشأنا في العام الماضي مقهى تاريخيا للقراءة في الحديقة التاريخية الوطنية بقصد أن يقضي زوارها وقتا ممتعا مع داخل جو طبيعي وتاريخي، كما تم إنشاء وحدات تدقيق على المداخل، ووضع خزان مياه إضافي”.
وتابع قائلا: “قمنا بالتجهيز للمراسيم الاحتفالية بالذكرى 949 للمعركة بالعديد من الاستثمارات في هذا العام، منها إنشاء مبنى الإدارة، وتجديد الجامع، وتشييد نافورة، ووضع نظام للكاميرات الأمنية، إضافة لخزان مياه بسعة 1000 طن، وحفرنا آبار، وأنشأنا طرق مشي وممرات في داخل الحديقة… كما أنشأنا جسر مشاة فولاذي، وبلغت تكلفة الخدمات التي تم تقديمها لشعبنا في الحديقة منذ الإعلان عنها إلى اليوم 63,2 مليون ليرة تركية”.
وقد قامت الوزارة بمشاركة الصورة الظلية للسلطان ألب أرسلان بقياس 442 × 275 مترا، التي تم إنشاؤها عن طريق الحرث بالتراكتور على أرض مساحتها 121 دونمًا، كما أعلن عن بدء العمل في تسجيل الصورة الظلية للسلطان ألب أرسلان بموسوعة جينيس للأرقام القياسية.
معركة ملاذكرد ذات رمزية تاريخية
اتخذت الدولة السلجوقية مكانها في تاريخ الخلافة الإسلامية في عام 1040، وكانت ملاذكرد أول موطئ قدم لاستقرار الأتراك في الأناضول. كان الإمبراطور البيزنطي رومان ديوجين، قد اعتلى العرش حديثا، وجمع جيشا كبيرا لمنع الغزوات التركية والاستيلاء على ملاذكرد مرة أخرى.
في تلك الأثناء كان السلطان ألب أرسلان، قد بدأ حملته في مصر، إلا أنه عاد على الفور مع جيشه فور سماعه بالحشد البيزنطي. تواجه الجيشان البيزنطي والسلجوقي على أطراف جبل سوبهان في سهل ملاذكرد، واتخذ السلاجقة موقع الدفاع والبيزنطيون موقع الهجوم، وعلى الرغم من تفوقهم في العدة والعتاد إلا أن السلاجقة انتصروا على أسطورة الجيش البيزنطي الذي لا يقهر خلال يومين، في 26 آب/ أغسطس 1071.
بمناسبة ذكرى النصر العظيم في معركة ملاذكرد، صرح عدنان شفيق، عضو هيئة التدريس في جامعة صدقي كوتشمان بموغلا، عن أهمية النصر في تغيير مجرى التاريخ وفتح باب الأناضول أمام الأتراك قائلا: “مدينة ملاذكرد هي نقطة التقاء شرق الأناضول بسبب موقعها كمدينة حامية، ولم يكن بإمكان الأتراك الاستقرار في الأناضول إذا لم يتمكنوا من فتح هذا القفل، فقد تحولت المنافسة في الأوساط البيزنطية إلى فوضى سياسية منذ بداية تحول هذه الأرض إلى الأناضول التركية ودخولها بالإسلام”.
كما صرح مصطفي أليجان، عضو هيئة التدريس في جامعة ألب أرسلان بمدينة موش قائلا: "تمتاز معركة ملاذكرد بأهمية كبيرة لتأثيرها على المنطقة في ذلك العصر، فهي المعركة الأولى التي انتصر فيها حاكم مسلم على أعظم حكام العالم البيزنطيين في الأناضول، مما أدى لجعل سلطان الدولة السلجوقية راعيا وقائد للعالم الإسلامي”.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!