ترك برس
صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري بالعاصمة أنقرة، أن العلاقات الثنائية مع الجزائر في مستوى ممتاز في جميع المجالات، مشددا على ضرورة المضي قدما في هذا الاتجاه.
وذكر تشاووش أوغلو أنه بحث مع بوقادوم الثلاثاء قضايا إقليمية وخاصة الملف الليبي، لافتا إلى أن الأحداث في ليبيا أثرت على الجزائر باعتبارها جارة حدودية.
وتصاعد التعاون والتنسيق بين تركيا والجزائر في الآونة الأخيرة، لا سيما في الملف الليبي، وبلغ التقارب بين الجانبين ذروته بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجزائر ولقائه نظيره الجزائري عبد المجيد تبون عقب انتخابه يناير/كانون الثاني الماضي. حسب موقع "الجزيرة نت".
وعلى الرغم من أن هذا التعاون ليس جديدا في الشأن الليبي، فإنه اكتسب زخما وطابعا أكثر صراحة وعلانية بعد قيام وزير الخارجية الجزائري السيد صبري بوقادوم بزيارة عمل إلى تركيا الثلاثاء في توقيت مهم، حيث بحث بوقادوم مع المسؤولين الأتراك العلاقات الثنائية والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
المحلل السياسي الجزائري ومسؤول قسم شمال أفريقيا في مجلس التعاون الآفروآسيوي في إسطنبول محمد وعراب، قال إن "الذي يجمع الموقفين الجزائري والتركي في الملف الليبي هو رفض هيمنة الانقلابي خليفة حفتر وسعيه لفرض الأمر الواقع بقوة السلاح وعدم الاعتراف به، ودعمهما الحكومة الشرعية في طرابلس، كما يعدان الحل السلمي الذي يستثني حفتر مخرجا للأزمة، والذي استعدى الجزائر سابقا بتصريحات استفزازية غير مسؤولة".
وأضاف وعراب "الجزائر تتميز بقدرتها على الوساطة بين طرفي النزاع في ليبيا، وهذا يظهر من الزيارات المتعددة لوزير الخارجية بوقادوم إلى طرابلس وبنغازي، وهي قدرة تستطيع من خلالها الجزائر تأدية دور محوري في مرحلة المحادثات ستحتاج لها تركيا بحكم أنها محسوبة على طرابلس فقط". حسب "الجزيرة ت".
وزاد "لحفتر تصريحات مستفزة في سبتمبر/أيلول 2018 هدد فيها بنقل المعركة إلى داخل الأراضي الجزائرية، كما أن حربه ضد طرابلس كانت في أبريل/نيسان 2019؛ أي في ذروة الحراك الشعبي الجزائري وبعيد استقالة بوتفليقة لما كانت الدولة في حالة عدم استقرار، كل هذا وغيره يدفع الجزائر لرفض بقاء خليفة حفتر وإخراجه من أي حل ليبي مستقبلي".
وأكد المحلل السياسي الجزائري "أن بلده تستطيع تقديم الكثير لتركيا في صراعها مع اليونان شرق المتوسط؛ لكن أولوية الجزائر الآن أمنية واقتصادية، وفي نفس الوقت لن يكون موقفها في خندق الموقف المصري المتماهي تماما مع موقف الكيان الصهيوني".
وأشار إلى أن الجزائر لا تنسى أن الرئيس أردوغان هو أول رئيس دولة زار الرئيس عبد المجيد تبون بعد انتخابه يناير/كانون الثاني الماضي، وكانت هناك زيارات أخرى بين البلدين عطلتها أزمة وباء كورونا، كما أن حجم التبادل الاقتصادي والاستثمارات المباشرة التركية في الجزائر التي تقارب مبلغ 4 مليار دولار والتاريخ المشترك والتعاون الاستخباراتي؛ كلها عوامل تساعد على تطوير العلاقات بين البلدين إلى المستوى المطلوب بشكل يخدم شعبي البلدين والمنطقة أجمع.
بدوره ذكر الإعلامي التركي حمزة تكين أن زيارة الوزير بوقادوم لتركيا أمس كانت مهمة في توقيتها على صعيد الملف الليبي وتوتر شرقي المتوسط، في ظل التقارب التركي الجزائري الملحوظ في التعاون الاقتصادي والتجاري.
وقال تكين "منذ البداية لم يكن هناك خلاف حقيقي بين تركيا والجزائر فيما يتعلق بطريقة حل الأزمة الليبية، فالجزائر تتقاطع مع رؤية تركيا المتمثلة بالحل السياسي، وزيارة الوزير الجزائري إلى تركيا ساهمت بشكل كبير في تعزيز التوافق بين البلدين المؤثرين جدا في الأزمة الليبية مما سينعكس على سرعة حلها".
وقرأ الإعلامي التركي تكين تصريحات الوزير الجزائري في أنقرة بوجود تباين بين الموقف الجزائري والموقفين المصري والفرنسي "لا سيما أن مصر وفرنسا لا تريدان الحل السياسي وتدعمان خليفة حفتر بالسلاح، على عكس ما تقوم به الجزائر وتركيا من مساع لحل الأزمة الليبية بالطريقة الدبلوماسية والحوار، وبالتالي يمكن الحديث اليوم أن موقف الجزائر هو أقرب لتركيا مما هو عليه بالنسبة لفرنسا ومصر".
ولفت إلى أن "الجزائر دولة كبيرة في المنطقة، ويمكن للعلاقات التركية الجزائرية أن تساهم أكثر بتعزيز الموقف التركي في منطقة (شرقي المتوسط) خاصة أن مصلحة الجزائر هي مع تركيا الدولة الأكثر استثمارا في الجزائر على عكس اليونان الضعيفة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا".
ويرى تكين المقرب من الحكومة التركية أن الموقفين التركي والجزائري متقاربان جدا في قضية الصراع شرقي المتوسط، وسيزداد في المرحلة المقبلة بشكل ملحوظ.
وزاد "هناك علاقات تجارية كبيرة بين تركيا والجزائر اللتان تعملان على زيادة التعاون بالصناعات الدفاعية العسكرية، وهناك توجه لرفع حجم التجارة من 5 مليار الى 10 مليار دولار بين البلدين".
وأشار إلى "إجراء مفاوضات حاليا لتوقيع اتفاقية ثقافية بين البلدين، ستنعكس إيجابا على العلاقات من خلال فتح مراكز ثقافية، كما أن الجزائر بصدد محاربة تنظيم فتح الله غولن ومؤسساته الموجودة على الأراضي الجزائرية، وهذه النقطة ستكون دافعا قويا لتعزيز العلاقات"، وفق قول تكين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!