ترك برس
دفعت الأحداث السياسية بعدد من الدول العربية كمصر وسوريا واليمن وليبيا والعراق وفلسطين، عقب ثورات الربيع العربي، بعض مواطنيها إلى اللجوء والإقامة في تركيا، إذ قارب عدد اللاجئين والمقيمين العرب نحو خمسة ملايين، بحسب تصريحات مسؤولين أتراك، وتصل أعداد الجالية المصرية إلى نحو ثلاثين ألف شخص، وفق إحصاءات غير رسمية لجمعيات أهلية مصرية في إسطنبول.
الاختلاف بين المطبخ التركي والمصري وزيادة أعداد الجالية المصرية في تركيا عموماً وإسطنبول بشكل خاص، دفع بعض المصريين لافتتاح مطاعم خاصة لتقديم شتى الأطباق المفضلة لدى المصريين، حيث حظيت بإقبال كبير، لكونها إحدى أبرز الوجهات لتذوّق الأطعمة الشعبية التي تصاحبها نكهة الحنين للوطن.
الحاج المصري إبراهيم، صاحب مطعم "المطبخ المصري" للأكلات الشعبية، يلخص حكاية افتتاحه مطعمًا بمدينة إسطنبول عبر القول: "لما جينا إلى إسطنبول لقينا المصريين المغتربين مشتاقين للأكل المصري، وحلاوته."
وأضاف أن المطعم أصبح ملتقى للمصريين، حيث يأتي الأفراد للقاء أصدقائهم وزملاء العمل، فضلا عن تناول الأطعمة التقليدية المصرية مثل المحشي على الطريقة المصرية، وحتى الكوارع والفتة، وفقاً لما ينقل تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.
محمد وإبراهيم شابان مصريان مغتربان منذ قرابة ست سنوات في تركيا، التقينا بهما داخل مطعم المطبخ المصري، أثناء تناولهما الغداء، حيث أكدا أنهما يأتيان للمطاعم المصرية نظرًا لاشتياقهما للأكلات المصرية والتي تشتهر بالنكهة العالية والتسبيكة، فضلا عن التنوع خلافًا للمطاعم التركية التي اعتبروها فقيرة من حيث التنوع.
وقال محمد "الأكل المصري بره مصر ليه طعم ثاني، بعد الشوق في الغربة فعندما أتناول وجبة ملوخية أو طاجن فتة بالكوارع، يكون لها طعم مختلف عنها في مصر نتيجة الشوق لبلادي" معتبرًا ذلك هو السبب الرئيسي لوجوده شبه الأسبوعي في المطاعم المصرية في إسطنبول.
أما إبراهيم فأشار إلى أن تربيته في الريف جعلته يحب الأكلات المصرية التي تحتوي على السمن الفلاحي، والبهارات الكثيفة، مؤكدًا أن المطبخ المصري متميز في تنوعه وكثرة الأكلات المقدمة على مائدة الطعام، حيث إنه يحب الأكلات الشعبية كالسمين والكوارع والحواوشي وغيرها من الأكلات.
وختم حديثه قائلًا "الفكرة في الذهاب للمطاعم المصرية أن الأكل المصري ليس مجرد أكل يشبع بعد جوع ولكنه الحياة، فعندما أتناول الأكل المصري أشعر وكأنني في وطني مصر وسط أهلي وأصدقائي".
البيت المصري، اسم اتخذه "علي يونس" لمطعمه والذي يقدم الأكلات الشعبية المصرية كالكشري، الحواوشي، الكوارع، الفطير، الكبدة الإسكندراني، مؤكدًا أنه عندما فكر في افتتاح المطعم كان همه اختيار طريقة عمل الأكل وأنواعه، فعمل على تقديم الأطعمة المصرية بالطريقة التي اعتاد عليها الشعب المصري.
وأشار يونس إلى أن المطعم يشهد إقبالًا كبيرًا من جانب الشباب المصري الموجود في مدينة إسطنبول، والحريص على تناول وجبات مصرية شعبية كالكشري، والفطير الحلو والمالح، كما يقدم عصائر ليست موجودة في الأراضي التركية يتم جلبها من مصر مثل المانجو والجوافة، نظرًا للطلب المتزايد عليها.
عبده بدوي شاب مصري أكد أنه يقبل على المطاعم المصرية نظرًا لأن ثقافة الأكل في تركيا تختلف عن الثقافة المصرية، معبرًا عن إعجابه بالإفطار المصري والذي يعد مختلفًا عن الإفطار التركي، بحسب قوله، حيث يوجد الفول والطعمية والباذنجان.
وأوضح بدوي أن المطاعم المصرية تتميز -بعيدًا عن الأكل- بلمّة الأصحاب وتوفير فرصة تعارف بين الشباب المصري المغترب، أملا في التخفيف من آلام الغربة في ظل اختلاف الثقافة مع الشعب التركي وصعوبة تعلم التركية بالنسبة لكثيرين.
أما الشاب الجامعي حسن علي فيقول "لابد أن يكون هناك حنين للأكل المصري خصوصًا مع أجواء الغربة وافتقاد وجود الأسرة، وهو ما يعوق إمكانية تجهيز الأكل طيلة الوقت، مما يدفعنا للقدوم إلى المطاعم" مضيفًا "لما تدخل المطعم ممكن تكون لوحدك فتجد أصدقاءك بدون ترتيب موجودين فتجلس معهم مما يكسر حاجز الغربة لدى الشباب".
ولا يقتصر الأمر على المطاعم المصرية فقط، بل ينطبق أيضاً على المطاعم السورية واليمنية أيضاً، صاحبة الانتشار الأكبر أيضاً في إسطنبول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!