ترك برس
تتواصل الاشتباكات المسلحة بين أذربيجان وأرمينيا، في إقليم "قره باغ"، وسط احراز الجيش الأذربيجاني تقدماً ملموساً على حساب القوات الأرمينية التي اضطرت للانسحاب من العديد من مواقعها في الإقليم.
ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات المسلحة بين أذربيجان وأرمينيا في "قره باغ"، أعلنت تركيا دعمها المطلق لباكو، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة، أن أنقرة لن تتردد أبدا في التصدي للهجوم على حقوق وأراضي أذربيجان، مرجحا وجود مؤامرة أوسع نطاقا وراء القتال الأخير فيها.
وبعد اندلاع الحرب، نشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية مشاهد توثّق ما قالت إنه تدمير أهداف للجيش الأرميني، حيث تُظهر المشاهد استهداف وتدمير مستودع للذخيرة، حسب ما ذكرت وكالة الأناضول، كما أظهرت مشاهد أُخرى تدمير نظام دفاع جوي للجيش الأرميني.
وذكر موقع "ديفينس رومانيا" أن الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها وزارة الدفاع الأذربيجانية توضح حجم الدمار، الذي لحق بنظام الدفاع الجوي الأرميني "9كي33 أو إس إيه" (9K33 Osa)، بواسطة طائرات تركية مسيّرة مِن طراز بيرقدار "تي بي 2".
وفي تغريدة لصحفي تركي قال فيها "الجيش الأذربيجاني يضرب أهدافا للجيش الأرميني في قره باغ، وتبدو لقطات الطائرات المسيرة مشابهة جدا للطائرات التركية المسيرة"، في إشارة إلى بيرقدار.
وقد شارك سلجوق بيرقدار رائد مشروع الطائرات المسيرة في تركيا مقطع فيديو للضربات الجوية مرفقا إياه بوسم "أذربيجان"، في رسالة مبهمة، فُهم منها الإشارة إلى دور المسيرات التركية في الضربات الجوية التي ظهرت في المقاطع المتداولة، كما نشر المقاطع حساب تابع للشركة المصنعة لطائرات بيرقدار، ونشر سابقا مشاهد لضرباتها في سوريا وليبيا.
ومنتصف شهر يوليو/تموز الماضي، حدثت اشتباكات متقطعة بين الجيشين الأذربيجاني والأرميني على الخط الحدودي الفاصل بينهما في منطقة "توفوز"، وأسفرت حينها عن مقتل 11 جنديا من الجيش الأذري بينهم ضابطان، وإصابة آخرين.
حينها، نشرت صحيفة "يني شفق" التركية خبرا تحت عنوان "بطائرات بيرقدار.. تركيا تساند أذربيجان ضد الاعتداءات الأرمينية"، أشارت فيه إلى تحذيرات تركيا التي وجهتها لأرمينيا، وتأكيدها بالرد الصارم على هجماتها تجاه أذربيجان.
وأضافت الصحيفة أن القوات المسلحة التركية أرسلت طائرات بيرقدار المسيرة إلى الحدود التركية الأرمينية، من أجل مساعدة ومساندة أذربيجان ضد "اعتداءات الجيش الأرميني".
وفي شهر يونيو/حزيران الماضي قال وزير الدفاع الأذربيجاني، ذاكر حسنوف، إن بلاده تخطط لشراء طائرات بدون طيار من تركيا، وذلك في ضوء الحرب المحتملة التي قد تنشأ بين بلاده وجارتها أرمينيا.
وأضاف حسنوف أن "تركيا الشقيقة قدمت مساعدة مالية لأذربيجان في المجال العسكري، وأن البرلمان الأذربيجاني وافق بالفعل على اتفاق بشأن شراء طائرات الدرون التركية، التي غيرت مسار الحرب في ليبيا"، على حد قوله.
من جهتها، اتهمت وزارة الخارجية الأرمينية رسميا تركيا بتقديم دعم عسكري مباشر لأذربيجان، وقالت في بيان لها "تركيا لها وجود مباشر على الأرض"، وأضافت أن "خبراء عسكريين من تركيا يقاتلون جنبا إلى جنب مع أذربيجان، التي قالت يريفان إنها تستخدم أيضا أسلحة تركية من بينها طائرات مسيرة وحربية".
ونقل تقرير نشرته شبكة الجزيرة القطرية، عن الخبير العسكري التركي، إسماعيل حقي، أن عمليات القوات المسلحة الأذربيجانية تسير نحو النجاح في مواجهة القوات الأرمينية المحتلة، وتثبت الطائرات المسلحة من دون طيار مرة أخرى قدرتها على تأدية دور "صائد منظومات الدفاعات الجوية".
وقال "استخدام المسيرات منح القوات الأذربيجانية تفوقا عسكريا في بعض محاور القتال مكنها من التقدم".
وأضاف حقي لا شك في أن تطور البعد التقني زاد من قدرة تلك التكتيكات على تحقيق المكاسب، بما في ذلك استخدام عوامل مهمة؛ مثل الذخيرة الذكية المصنوعة من جانب شركة روكيتسان التركية، والخبرات التي تحققت من خلال آلاف ساعات الطيران لطائرات بيرقدار المسيرة، واستخدام ميزات التحكم في الأقمار الصناعية "عنقاء إس" (ANKA-S) في البيئات ذات التهديدات الحربية الإلكترونية العالية.
واعتبر الخبير العسكري التركي أن ما يميز الحالة الأرمينية الأذرية بالمقارنة مع النزاعات الأخرى، أن هذه الدول ليس لديها مليشيات أو مجموعات غير نظامية،؛ لذلك اضطرت إلى تحريك جيشها النظامي، من أجل الدفاع عن نفسها.
ومنذ 27 سبتمبر الماضي، تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.
وردا على الاعتداءات، نفذ الجيش الأذربيجاني هجوما مضادا، تمكن خلاله من تحرير مناطق عديدة من الاحتلال الأرميني، بحسب ما أعلنته باكو.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي"
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!