ترك برس-الأناضول
قال السفير التركي لدى العاصمة الأمريكية، واشنطن، سردار قليج، إن كافة مساعي الوساطة والجهود الدبلوماسية لوقف الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان؛ لن يكون لها أي مردود طالما واصلت أرمينيا احتلالها لإقليم "قره باغ" الأذربيحاني.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الدبلوماسي التركي، الخميس، خلال مشاركته في ندوة افتراضية نظمها مركز "World Affairs Councils" الفكري الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له، حيث عرض موقف تركيا بخصوص التوتر القائم بين أذربيجان وأرمينيا.
وأوضح قليج في كلمته أن أرمينيا تحتل منطقة "قره باغ" التي يعترف المجتمع الدولي بأنها أراضٍ أذربيجانية، مشددًا على مشروعية العملية التي تشنها أذربيجان حاليًا في تلك المنطقة التي لم تحل أزمتها دبلوماسيًا منذ زمن بعيد.
وأشار إلى أن الاشتباكات التي تجري الآن بين الطرفين، أطلقت شرارتها أرمينيا، مضيفًا "إدارة أرمينيا دأبت على تبني خطابات تروج من خلالها أن أذربيجان تستعد منذ فترة طويلة لشن هجوم، وذلك في مسعى منها لإظهار أن باكو هي الطرف الذي اعتدى".
وتابع قائلا "وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق، فهجوم أرمينيا في 12 يوليو/تموز على منطقة (توفوز) أعطى أذربيجان الحق في الرد داخل أراضيها".
** الجيش الأذربيجاني ليس بحاجة لمقاتلين سوريين
في سياق ذي صلة نفي السفير التركي كافة المزاعم التي تقول إن بلاده تقوم بنقل مقاتلين سوريين إلى أذربيجان للقتال في "قره باغ"، مضيفًا "هذه المزاعم على العكس من ذلك تمامًا، حيث إن أرمينيا هي التي تنقل عناصر تنظيم (بي كا كا) الإرهابي إلى هناك"
وأردف قليج قائلا "تركيا لم ترسل أي مقاتل سوري إلى أذربيجان، ولم تقم بأي تمويل في هذا الصدد، فأذربيجان لديها ما يكفي من القوات والجنود، فالجيش الأذربيجاني ليس بحاجة إلى مقاتلين سوريين ليحمي نفسه".
وشدد على أن "هناك مصادر موثوقة تقول إن أرمينيا قامت بنقل عناصر (بي كا كا) الإرهابية من شمالي العراق لتقاتل مع جنودها في قره باغ، وتهدف أرمينيا من وراء هذه المزاعم التستر على عمليات قصف المدنيين التي تقوم بها".
وبيّن أن "المجتع الدولي يغض الطرف منذ 30 عامًا عن أزمة قره باغ"، مشددًا على أن "المساعي التي تقوم بها مجموعة مينسك التي تم تشكيلها من أجل إيجاد حل لتلك الأزمة، أثبتت فشلها حتى الآن".
وزاد السفير قليج قائلا "مجموعة مينسك تقوم بدعوة الأطراف لوقف إطلاق النار، تمامًا كما فعلت في تسعينيات القرن الماضي، لكن حتى الآن لا يوجد أي تطور بهذا الخصوص".
واستطرد قائلا "لكن إذا أصغت أرمينيا للأمم المتحدة، وانسحبت دون أية شروط من الأراضي التي تحتلها، فإن الاشتباكات بين الطرفين ستقف هذه الليلة، وبالتالي فإن أية جهود لا تركز على هذا الأمر سيكون مصيرها الفاشل".
ومنذ 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية.
وردا على الاعتداءات، نفذ الجيش الأذربيجاني هجوما مضادا، تمكن خلاله من تحرير مناطق عديدة من الاحتلال الأرميني، بحسب ما أعلنته باكو.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، تضم إقليم "قره باغ" و5 محافظات غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!