محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس
هناك طرفة يتداولها البعض - يقال أن أحد أبناء سيدنا أدم عندما زار العراق تسائل عن مدنها وقام بزياراتها لكنه لم يتذكر أية مدينة أو قصبة أو حتى قرية لأن قراها تحولت الى أقضية وأقضيتها تحولت الى مدن واحدى المدن تحولت الى عاصمة وكل تلك القرى والمدن والقصبات تم تغيير أسمائها القديمة الى أسماء جديدة وبعض منها الى أسماء في عصور متاخرة .
لكن بمجرد ما أن عرضوا عليه أسم مدينة قضاء تلعفر حتى تذكرها جيدا وتذكر أنا كانت قرية ثم تحولت الى ناحية في زمن ماقبل الطوفان وفي اعقايها ولظرف طارئ تم تحويلها الى قضاء وبقيت على تلك الحالة منذ نهاية العهد العثماني والاحتلال الانكليزي ثم أثناء الحكم الملكي الوطني ثم في عهد الانتداب البريطاني والسبعة عشر وزارة التي شكلها نوري باشا السعيد والهاشمي وجبر وبكر صدقي وكذلك أثناء قيام الجمهوريات المتناطحة من عهد عبدالكريم وعبدالسلام وشقيقه الاسمر وأحمد حسن البكر وصدام حسين والياور ومام جلال وحتى عهد الاخ الفاضل برهم صالح .
بطبيعة الحال فأن اول مايتبادر الى الذهن أذا قدم اهالي تلعفر مظلوميتهم الى الامم المتحدة او مجلس الامن أو الى الجامعة العربية أو الى دول عدم الانحياز وربما الى مجموعة العشرين والثلاثين ومحاكمات نوتينبيرغ والاتفاقيات العالمية بدأ بمعاهدة سايكس بيكو ومعاهدة برست وفرساي والحلف الثلاثي واتفاقية لندن وبورما ومؤتمرات لوزان وباطومي وأخيرا هدنة مودرس وقلقيليا ومدرسة المشاغبين وتوم وجيري والتعلب فات فات وفي ذيلو سبع لفات ، يرون بأن الحاج أبوناجي حامل لواء المجد التليد هو الذي أو عز ويوعز وسيوعز مستقبلا بعدم تحويل قضاء تلعفر الى محافظة مستقلة بذاتها حتى لو قام اهالي تلعفر باعادة أحياء زراعة النخيل كالسابق بدلا من بساتين التين والرمان وأعادة تسمية سوق التمر من جديد على أحد الشوارع في تلعفر .
أن تلعفر التي نالت أهمية تاريخية خاصة لوقوعها على طريق الشام وفارس وآسيا الصغرى فهي تبعد عن الحدود السورية والتركية نحو 60 كيلومترا.
ويقع قضاء تلعفر في محافظة نينوى في شمال العراق وعدد سكانها يتجاوز 450 ألف نسمة معظمهم من التركمان سواء اكانوا من سكنة القصبة او من النواحي والقرى التي حواليها وهي معروفة بطابعها الزراعي.
تتبع لمدينة تلعفر ثلاث نواح إدارية هي زمار وربيعة والعياضية، وتتكون من 78 قرية، ويحدها شرقا قضاء الموصل، وشمالا قضاء دهوك، وغربا سنجار، وجنوبا قضاء الحضر وتبعد عن بغداد حوالي 450 كيلومترا شمالا، وتتمركز في المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وسوريا.
تلعفر من المدن العريقة في العراق وهي مشهورة بقلعتها الأثرية التي أقيمت إبان المرحلة الأشورية، وكانت مركزا لعبادة الإلهة الأشورية عشتار.
للمدينة أسماء عدة، وتردد أن أصل التسمية من تل عفراء أي تل الغزلان، ومن أسمائها أيضا تل عبرة وتل عشتار ومدينة الخير ووسادة شمال العراق.
ألان نحن في العهد الديمقراطي التعددي الوطني الاخوي الحر حيث تجاوز عدد الاحزاب عدد المحافظات والقصبات والاقضية والشوارع حيث أن في كل شارع حزب وفي كل قصبة تكتل واتحاد وشعارهم الحق والاخوة والعدالة ولكن رغم ذلك تبقى مسألة تحويل قضاء تلعفر الى محافظة معضلة حقيقية بسبب تضارب المصالح .
هناك من يحاول تحويل قضاء تلعفر الى محافظة بعد تحويل محافظة نينوى ألى أقليم وتكون المحافظة المستجدة جزء من اقليم نينوى حتى لايضطر القائمون على اقليم نينوى بضم مدن اخرى مثل تكريت أو الرمادي .
ولأن القائمون على اقليم نينوى المستجد يرون ان تحولت الى محافظة قبل تكوين الاقليم لن يوافق اهلها مطلقا بالانضمام الى اقليم نينوى ولاعتبارات شتى .
ولذا نرى ان مسألة تلعفر وقضيتها أصبحت مثل كرة الثلج تكبر كلما تتدحرج ولكن دون معرفة مكان أستقرارها .
ولسنا بحاجة الى بحث عن دليل يثبت ان قضاء تلعفر ان تحولت الى محافظة قبل تشكيل أقليم نينوى تمتنع عن الانضمام اليها مطلقا مهما كان توجه القائمين عليها واتجاهاتهم المذهبية او القومية او الحزبية اكثر من السابق بسبب الاعتراضات الكثيرة التي صدرت من بعض الاطراف في محافظة نينوى والتي حالت دون تحويلها الى محافظة .
كل الاخبار التي وردت عن تلعفر منذ بداية نشوء الدولة العراقية بان تلك المدينة كانت هي اهم العوامل التي أرغمت الانكليز لتأسيس حكم وطني في العراق ن كما توصف دائما بانها كانت ومازالت أكثر المدن التي ضحت من أجل العراق العظيم في كل العهود وكل المنازلات حتى سميت بمدينة الشهداء فالمعروف عنهم أيضا أنهم أول من يضحون ولكن لن يكونوا من المستفيدين أبدا .
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس