ترك برس
كشفت الاستخبارات التركية عن شبكة دولية على أراضي بلادها، تتجسس على قطاع الطاقة، وتزود بلداناً أخرى بمعلومات وأسرار تجارية في هذا المجال.
صحيفة "صباح" المقربة من دوائر صنع القرار التركية، ذكرت، أمس الأربعاء، اعتقال الأجهزة الأمنية خلية دولية للتجسس الاقتصادي في إسطنبول.
وأوضحت الصحيفة أن الخلية كانت تهرب أسرارا عن قطاع الطاقة في البلاد، وتتزعم الخلية نائبة مدير شركة للطاقة في إسطنبول.
وبحسب التحقيق الاستقصائي للصحيفة، فإن الخلية مكونة من 6 أفراد تتزعمهم امرأة تدعى أمل أوزتورك، وتشغل منصب نائبة مدير عام شركة طاقة كبرى (Bosphorus Gaz Corporation) في تركيا، كما يعمل كل أفراد الخلية في قطاع الطاقة أيضا.
(صورة لزعيمة الخلية التجسسية أمل أوزتورك)
وقد راقبت الاستخبارات التركية هذه الخلية منذ أشهر عدة، وحصلت على معطيات خطيرة تفيد بتزويد الخلية دولة أجنبية بمعلومات عن طريق مسؤول استخباراتي في قنصلية أحد البلدان في إسطنبول، كما زودت زعيمة الخلية عن طريق البريد الإلكتروني شركة طاقة عالمية كبرى بمعلومات عن قطاع الطاقة التركي، وخاصة المعلومات السرية المتعلقة بإستراتيجية أنقرة الحالية والمستقبلية في هذا القطاع.
وتبين للسلطات التركية أن أوزتورك تزود الأجهزة التي تتواصل معها في دول أجنبية بمعلومات عن أسعار استيراد الطاقة، وطريقة تعامل سلطات أنقرة مع الدول التي تمدّها بمصادر الطاقة، إضافة إلى جهود تركيا من أجل الحصول على مصادر طاقة بأقل كلفة، وجهودها لاكتشاف موارد للنفط والغاز في البحرين الأسود والمتوسط.
وحسب صحيفة "صباح"، فإن أولى المعلومات بشأن خلية التجسس الاقتصادي ظهرت في 6 أبريل/نيسان الماضي، عقب تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في إسطنبول.
وبحكم أن القضية تندرج ضمن ملفات التجسس، فقد زودت مديرية الجرائم المالية في إسطنبول وفرع مكافحة الإرهاب في مديرية ولاية إسطنبول الادعاء العام بمعلومات، ووثائق خلال سير التحقيقات بشأن الخلية.
وأضافت الصحيفة، أن المحققين الأتراك عرضوا ما حصلوا عليه من معلومات ووثائق في البريد الإلكتروني وفي هواتف أفراد الخلية على وزارة الطاقة، والموارد الطبيعية التي خلصت إلى أن فحوى تلك المعلومات والوثائق يندرج ضمن الأسرار التجارية.
وتتعلق هذه الأسرار المسربة بوتيرة شهرية بحجم الاستهلاك اليومي من الغاز الطبيعي في تركيا، والطاقة الاستيعابية لأنابيب الغاز الطبيعي في البلاد.
وقد طلبت سلطات التحقيق التركية محاكمة أفراد الخلية بتهمة إفشاء أسرار الدولة بغرض التجسس السياسي والعسكري، وطالب المدعي العام بإسطنبول بإصدار أحكام سجن متفاوتة على المتهمين أدناها 21 سنة، وأقصاها السجن المؤبد.
(صورة لزعيمة الخلية وأحد أعضائها)
كما يأتي الكشف عن خلية التجسس هذه، في أعقاب اعتقال الأمن التركي، جاسوساً من أصول فلسطينية ويحمل الجنسية الأردنية، يعمل لصالح الإمارات، ويزود الأخير بمعلومات حول المعارضين العرب في تركيا.
ويتزامن تفكيك هذه الخلية للتجسس الاقتصادي، مع إعلان تركيا، اكتشاف 85 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، ليرتفع إجمالي احتياطي الغاز المكتشف في منطقة "تونا ـ 1/ حقل صقاريا" إلى 405 مليارات متر مكعب.
وتعادل قيمة احتياطي الغاز المكتشف بالحقل المذكور، نحو 85 إلى 90 مليار ليرة تركية (10.7 - 11.3 مليار دولار)، وسيتيح لتركيا تلبية احتياجاتها المنزلية من الغاز الطبيعي محليا لمدة 25 عاما، وتلبية كامل احتياجاتها من الغاز لمدة 8 سنوات.
وتنتهج تركيا خلال السنوات الأخيرة، سياسات تهدف لتحقيق الاستقلالية في الطاقة التي يتزايد طلبها عليها، تزامناً مع مساعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي وكسر التبعية للخارج في العديد من القطاعات الأخرى، وبالأخص الصناعات الدفاعية.
ومن بين قطاعات الطاقة التي تسجل تطوراً وريادة ملحوظة في تركيا، هي الطاقة المتجددة، حيث تحولت السوق التركية مؤخراً إلى نموذج عالمي متقدم في التحول نحو الطاقة المتجددة وخفض الاعتماد تدريجيا على مصادر الطاقة التقليدية.
وتشير بيانات وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، إلى أن حصة توليد الكهرباء من موارد الطاقة المتجددة، بلغت 46 بالمئة من إجمالي الإنتاج.
بحسب وزارة الطاقة، فإن مجموع موارد الطاقة المحلية والمتجددة بلغ 64 بالمئة من إنتاج الكهرباء، في الفترة بين يناير/ كانون ثاني وأكتوبر/ تشرين أول من 2019.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!