أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
يوجد الكثير من الأمور في كتيّب حملة وأهداف حزب العدالة والتنمية، وكانت مواضيع الشرف الإنساني والديمقراطية تحتل الصفحات الأولى ضمن مشروع 2023.
الهدف من إعلان أهداف الأحزاب خلال الحملة الانتخابية أمام الشعب، هو تقديم الوعود والتعهدات، وأيضا الإفصاح عن الأمور والنواقص التي يحتاجها الشعب، فعندما تدرك الأمور التي تنقص الشعب، تستطيع وضع الأهداف، ليقع عاتق التطبيق على السياسيين.
نستطيع تحليل الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية بصور مختلفة لما تحتويه من أمور عديدة، ولا شك أنّ المحللين سيقفون مطولا على موضوع النظام الرئاسي، لكن الواضح أنّ كتيّب الحملة الانتخابية لا يعدد ولا يذكر فوائد النظام الرئاسي، بل يقول أنّ النظام الرئاسي أفضل من النظام الحالي، ويفرض أنّ الشعب يُدرك ذلك.
وما ذكره بيان الحملة الانتخابية أيضا، هو أنّ النظام الرئاسي لن يقلل من ثقل وأهمية البرلمان، وسيساعد في خلق حالة من التوازن لدى النظام الحاكم وشكل الحُكم في الدولة التركية.
من المواضيع التي ذكرها بيان الحملة الانتخابية وكررها في أماكن ومواضع عدة هو مبدأ المساواة في المواطنة، لكن لا يوجد هناك تذكير أو ملاحظات خاصة بعملية السلام، ولا شكّ أنّ وقوف حزب العدالة والتنمية كثيرا على موضوع المساواة في المواطنة، يعني قبوله بأنّ هذا الموضوع هو من أكثر المواضيع التي لم يعطها حقها خلال الفترة الماضية، وعند إضافة مصطلح الشرف الإنساني إلى جانب المساواة في المواطنة، نجد أننا تجاوزنا مشكلة "العرق".
من الملاحظ أيضا من كتيّب الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، أنّ الحزب يعتبر أنّ القضية الكردية قد حُلّت وانتهت، وهو يُهمل بذلك كل العناصر التي تحاول مقاومة قرار الأكراد بترك السلاح، ولا يعتبر ذلك تهديدا محتملا لعملية السلام.
وستكون هذه النقطة تحديدا مكان نقاش واسع، لأن وصول عملية السلام إلى مرحلتها النهائية يُقاس من قبل الأطراف بصورة مختلفة، فهل تعتبر النقطة التي وصلنا إليها وصول عملية السلام للأمتار الأخيرة أم لا؟ التقييم يختلف من قبل الأطراف.
لا شك أنّ التركيز والتعهد بمبدأ المساواة في المواطنة هو أمر هام ويوحي بتطور جيّد، لكن علينا أولا إقناع الأكراد بأنّ قضيتهم قد حُلّت وانتهت ولا شيء يوجد اسمه قضية كردية بعد اليوم، فالحملة الانتخابية لا يجب أنْ تكون فقط أمور أساسية ومستقبلية وعامة، بل يجب أنْ تحتوي ما يجري اليوم، ما يجري من سياسة وأحداث سياسية، فالجهة المقابلة ما زالت تستخدم القضية الكردية، وهذا يعني أنها لم تنته.
كتيّب الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الذي يضم 100 مادة تشرح تعهدات ورؤية الحزب لعشر سنوات قادمة، سيكون بالنسبة للشعب بمثابة تقويم زمني، سيتابع تفاصيله على مدار السنوات المقبلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس