ترك برس
أضيفت مؤخرًا تقنية محاكاة للطيران بطائرة الركاب القديمة من نوع (بوينغ 737_400)، المركونة في باحة "ثانوية أكسو التقنية المهنية الأناضولية" المتخصصة بتكنولوجيا الطائرات منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 في مدينة أنطاليا، بعد أن اشتراها فاعل خير بمبادرة من وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، بهدف التبرع بها للمدرسة الثانوية.
بفضل النظام الجديد، سيتمكن طلاب الثانوية من التدرّب على الطيران باستخدام تقنية المحاكاة في قمرة قيادة الطائرة، التي تمت إضافتها بدعم من "وكالة تنمية غرب البحر الأبيض المتوسط" ضمن مشروع "رحلة أحلامنا".
وقد صرح مدير الثانوية المهنية، خلدون شفيق، بأن مدرسته تهتم بشكل جدي بمجال صيانة الطائرات والتدريب على الطيران قائلا: "سيحلق طلابنا في سماء أنطاليا والعالم، ومهمتنا تدريبهم على الطيران، لن ندرب طلاب مدرستنا فقط، بل كل من لديه حماسة للطيران بتقنية المحاكاة سنقوم بتدريبه".
أضاف شفيق: "سيتخرج طلابنا بعد حصولهم على خبرة بالتدريب على الطيران وتكنولوجيا صيانة الطائرات، تعمل تركيا على تنفيذ دراسات مختصة بالبنية التحتية للطيران، ونريد أيضا أن نخرّج في ثانويتنا طيارين ذوي خبرة وعلم، وسيؤثر ذلك على حصولنا على طيارين مميزين في المستقبل بحسن إدارتهم ودقتهم وإتقانهم، مؤكد أننا سنمحنهم شهادة بعد حصولهم على التدريب بالتنسيق مع "وكالة تنمية غرب البحر الأبيض المتوسط" وسنبذل قصارى جهدنا لجعل طلابنا طيارين المستقبل، يلتحق الطلاب بمدرستنا وهم في عمر 14، وسيتم تدريبهم في أماكن جيدة على قيادة الطائرة بعد إنهاء دراستهم وهم في 18 من العمر".
وصرح فولكان غولار، الأمين العام للوكالة بأن أنطاليا تعد من أهم وجهات الطيران في تركيا، لذلك أضيفت لهذه الميزة خدمة صيانة الطائرات في المدارس المهنية، كما تم تخصيص بنية تحتية جيدة لثانوية أكسو التقنية المهنية الأناضولية، وقال: "أنشأنا تقنية محاكاة في طائرة ركاب من نوع بوينغ 737-400 الكلاسيكي، سيتمكن طلابنا من رؤية طائرة ركاب تطير بتقنية المحاكاة، وسيختبرون ذلك بأنفسهم".
ما هي قصة الطائرة؟ وكيف استقرت بباحة الثانوية؟
أقلعت طائرة الركاب من نوع بوينغ 737-400 الكلاسيكي، التابعة لخطوط الطيران "سكاي إيرلاينز" في الرحلة "ZY 8756" من مطار "بادن" الألماني في 2011، وفي أثناء هبوطها بمطار أنطاليا، استلقت على جناحها نتيجة انفجار الإطار على جهاز الهبوط الرئيسي الأيمن. كانت تقل 156 راكبا إضافة إلى أفراد طاقم الطائرة الستة، ليتم إلغاء خدماتها بعد تعذر إصلاحها.
وعند إفلاس سكاي إيرلاينز في عام 2013، طرحت الطائرة للبيع بسعر قدره مليون ونصف مليون ليرة من قبل المديرية التنفيذية السادسة في أنطاليا، وقدمت ثلاث مناقصات لشرائها لم تكن مناسبة، ليشتريها فاعل خير مستجيبا للمبادرة التي قدمها الوزير تشاووش أوغلو، ثم يتبرع بها لثانوية أكسو المهنية.
تم نقل الطائرة بشاحنات بعد تقسيمها إلى ثلاث قطع كبيرة، كما تم إغلاق عدد من الطرق الرئيسية بالمدينة من مطار أنطاليا إلى باحة المدرسة، وقد أنشئت بداخلها خلال ثمان أشهر من العمل المتواصل قاعة سينما صغيرة ومكتبة ومتحف، كما يقوم طلاب الثانوية بإجراء جميع أعمال الصيانة والإصلاح بما في ذلك غسل الطائرة تحت إشراف مدربين خبراء.
ومن الجدير بالذكر، أنه تم في كانون الأول/ ديسمبر 2018 نقل طائرة من طراز A103 انتهى عمرها الجوي من مطار إسطنبول إلى باحة مدرسة في إزمير بواسطة 15 شاحنة خلال رحلة استغرقت ستة أيام، وتم تحويلها إلى فصل دراسي يتلقى بها الطلاب دروس البرمجة واللغة الإنجليزية، كما تم وضع 20 جهاز كمبيوتر في داخلها وأنشئت فيها مكتبة، وبإمكان الطلبة أيضا الاستمتاع برحلات جوية في قمرة القيادة عبر تقنية المحاكاة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!