
ترك برس
تواصل فريق قناة "تي ري تي" التركية مع المواطن محمد تمل وعائلته بعد 42 عاما من لقائها الأول معه المسجل ضمن الذاكرة المرئية للقناة، حينها وصف في لقائه الأول أحلامه وكفاحه من أجل تأمين حياة كريمة بلا ذراعين. وفي لقائه الثاني، ذكر تمل أن جميع أحلامه تحققت واحدًا واحدًا خلال الـ42 عامًا الماضية.
يقوم تمل بجميع أعماله بساقيه لأنه بلا ذراعين منذ ولادته، وقد تعرف عليه الأتراك عبر شاشة "تي ري تي" عام 1978، ثم ظهر على شاشتها مرة أخرى بعد تغلبه على جميع العقبات، مقدمًا مثالًا يحتذى به للجميع بعزمه وإرادته وكفاحه بعمله خلال الأعوام الماضية.
كانت أمنيته الوحيدة التي ستسعده هي تأسيس عش الزوجية، كما كان يعمل بصبغ وتلميع الأحذية في منطقة "كمرالتي" بمدينة إزمير. وقد رأى المشاهدون نضاله وطريقة عمله بساقيه فأرادوا دعمه ليحقق أمنيته، بالعثور على إنسانة تقبل بأن تتزوج به كإنسان معاق وتؤسس معه عشا زوجيا.
في لقائه الأول منذ اثنين وأربعين عامًا، تحدث تمل عن رغبته في الزواج قائلًا: "أفكر بالزواج، وسيساعدني والدي بتجهيز المنزل، لكنني لم أستطع العثور على فتاة تغض النظر عن إعاقتي وتقبل بي زوجا لها".
لبّت السيدة عائشة تمل الدعوة التي وجهها عبر شاشة "تي ري تي" لخطبة أي فتاة تقبل به، وتزوجته منذ ذلك الحين. وبعد مرور عقود من الزمن، أشارت عائشة إلى تغير حياة زوجها، وقالت: "كان التلفزيون مفتوحًا في منزلنا عند ظهور محمد، وقد أعجبني ورضيت به، فقلت لوالدي أريد الزواج منه، فقال لي (فليكن). قبل محمد بزواجي، وتزوجنا، ونحن اليوم سعداء جدا".
وبالرغم من مضي أعوام عديدة على هذا الزواج، إلا أن عائلة تمل لم تنسى ليوم واحد الوعد الذي قطعه الزوجان في الجملة التي بدآ بها حياتهما بمشاركتهما معا أيام الصحة والمرض، ولديهما اليوم طفلان وأحفاد، وهما الآن قدوة لجميع الأزواج باستمرار زواجهما بسعادة رغم مرور الأعوام الطويلة على لقائهما الأول قبل 42 عامًا عبر شاشة "تي ري تي"، ولم ينفصلا بعدها أبدا.
عبر محمد تمل عن مشاعره بعد مرور 42 عاما على زواجه قائلا: "قلت لها لو كانت رغبتك بالزواج بي من أجل مالي لأني غني، للأسف أنا فقير، فقالت لي (لا تقل ذلك)، أما لو رغبتي بي فعليك تحمل صعوبات الحياة معي، إذا قبلت بذلك فأنا أقبل بك، فقالت لي (أنا أحبك، و أقبل بذلك). كانت قناة "تي ري تي" قائمة على حفل زفافنا، وقد تفاجأت عند طلب القناة مقابلتي مرة ثانية بعد 42 عاما".
تحدثت عائشة تمل عن مشاركتها لزوجها كل صعوبات الحياة، كما تشاركا طعامهما وخبزهما على نفس المائدة لمدة تزيد عن ربع قرن. تقول إن تمل، لم يتخلى عن العمل ولو للحظة واحدة بعد زواجه: "لقد نبض قلبي بحبه منذ رأيته كما لم ينبض لأحد غيره، ولا يزال حبه في قلبي كما بدأ. قالوا لي كيف تزوجت من هذا الرجل؟ لن تتجولي معه وأنت ممسكة بذراعه، ولن تستطيعي تدبر أمورك معه، لكنني لم أبالي بذلك، لقد أحببته لدرجة لو عاد بي الزمن إلى الوراء فسأتزوجه".
يعمل تمل، الذي انتقل مع عائلته منذ أعوام طويلة إلى أنطاليا، ببيع الهدايا التذكارية منذ 25 عاما في منطقة "كاليتشي" التاريخية، ويتجهز كل صباح للخروج من المنزل. يذهب بمفرده إلى عمله راكبا سيارته الخاصة، ويساعده ابنه في فتح باب المحل، ثم يدبر نفسه بباقي أعماله. يقول تمل: "فور وصولي أضع الشاي في الغلاية، وأفتح كمبيوتري وأستمع إلى الأغاني الشعبية في أثناء شربي الشاي، ثم أمسك مسبحتي وأنتظر زبائني".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!