ترك برس
رأى د. سامي العريان، مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية (مقره إسطنبول)، الإثنين، أن الحركة الإسلامية بحاجة إلى "رؤية ثورية جذرية لمواجهة التحديات".
وطرح د. جاسم سلطان، رئيس مؤسسة النهضة الفكرية، 7 شروط لمساهمة التيار الإسلامي إيجابا في الربيع العربي.
وبحسب وكالة الأناضول، جاء ذلك في ندوة عقدها مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية (مقره إسطنبول)، بعنوان "التيار الإسلامي والربيع العربي"، بمشاركة نخبة من المفكرين والأكاديميين العرب، عبر تقنية الفيديو.
وقال العريان إن الربيع العربي من أنبل الظواهر الاجتماعية والسياسية التي مرت على الوطن العربي منذ أكثر من قرن، في ظل تفاعلات التيارات الإسلامية معها بطرق مختلفة.
و"الربيع العربي" هو موجتين من ثورات شعبية، بدأت أواخر عام 2010، وأطاحت بأنظمة حاكمة في دول عربية، منها تونس، مصر، ليبيا، اليمن، والجزائر والسودان.
ورأى العريان أن التيارات الإسلامية لم تتفاعل مع الربيع العربي كظاهرة ثورية عميقة جاءت على المنطقة، بل نظرت إليها كفرصة تاريخية للحصول على مكاسب سياسية.
وتابع: "ظنت الحركة الإسلامية أنها قادرة على الحكم وفرض واقع جديد من خلال قدرتها على الحشد والتنظيم مع وجود نفس النخب القديمة، وغاب عنها المفهوم الأوسع، وهو التدافع السياسي والقوانين الجيوسياسية التي تحكم الإقليم".
وأردف أن هذه المسار السياسي، الذي اختارته التيارات الإسلامية، هو الاعتراف بالواقع والتعامل معه قدر الإمكان.
واستطرد: في حين أن المسار الثوري يعني الانقلاب على الواقع وتغييره، بما في ذلك معادلات الثورة والقوة وتشكيل بنيوية جديدة وخلق نخب جديدة ومؤسسات جديدة.
وزاد بأن التيارات الإسلامية كانت تختار المجال السياسي دوما، وتتجنب المسارات الثورية، لأنها حركات إصلاحية تميل إلى العمل السياسي، الذي تتيحه لها الأنظمة الاستبدادية القائمة.
وقال العريان: "نحن بحاجة إلى تغيير شامل في ذهنية الحركة الإسلامية ووضع رؤية ثورية جذرية لمواجهة التحديات، وهذا يعني دراسة الثورات لمعرفة كيفية نجاحها".
وتابع أن "إنجاح الثورات يتطلب وجود عوامل أساسية وهيكلية وإقليمية في نفس الوقت، ولصعوبة توفر ذلك، فإن معظم التيارات الإسلامية والمعارضة العربية في الخارج لم تنتهج منهجا ثوريا بعد تقزيم ظاهرة الربيع العربي لصعوبته".
فيما حدد د. جاسم سلطان، المفكر الإسلامي القطري، رئيس مؤسس مشروع النهضة الفكرية، 7 شروط لازمة للمساهمة الإيجابية من جانب التيار الإسلامي في الربيع العربي، ليكون جزءا من الحل.
وتابع: "الشرط الأول هو العامل الأخلاقي، وكيفية التعامل بين هذه التيارات وأفرادها وبينها وبين المختلفين عنها".
وتابع: "وكذلك التواضع الإنساني، فقد حان الأوان للانتقال من إنكار العصر إلى دراسته بعمق".
وأردف: "والاعتراف بالحال، فهناك قصور لدى العالم العربي في الإجابة عن الأسئلة الجوهرية، مثل: ما هي الدولة المعاصرة (؟) والارتباك في العلاقة بين الدين والحياة".
واستطرد سلطان: "إضافة إلى الانفتاح على العلم والإيمان بأداة الاستقراء، والإيمان بحرية السؤال مهما كان خارجا عن تراثنا".
وختم بالتشديد على ضرورة "مراجعة الأخلاقيات والسلوكيات بعمومها، والإيمان بمحرك النقد العميق كضمان للتجديد".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!