ترك برس
بدأ صبري عقيل، عند شعوره بالوحدة بزراعة الشتلات على جوانب الطرق وفي المقابر منذ 40 عاما، وبلغ مجموع ما زرعه حتى اليوم 400 شتلة، يقوم كل يوم بسقيها ورعايتها كما يرعى الأبوان أطفالهما.
يعيش عقيل، وحيدا في منطقة كارابينار منذ فقده والديه في صغره، فقد توفي والده عندما كان عمره 7 أعوام، ثم والدته وهو في 11 من العمر، ونشأ بمساعدة أقاربه وأهل منطقته، ولم يتزوج طوال حياته. كان يعمل فترة شبابه بالزراعة، ثم بدأ بزراعة الأشجار والانشغال بها للتخفيف من وحدته.
قام عقيل بزراعة 400 شتلة والعناية بها إلى أن أصبحت أشجارا في منطقة "أروزيون" بمدينة كارابينار، وبالرغم من تقدمه بالعمر إلا أنه يسير مسافة كيلومترات حاملا بيديه الماء في كل يوم، كي يسقي مئات الاشجار ويعتني بها.
يقول عقيل: "بدأت بلادنا تعاني من الجفاف الذي يقتل الحيوانات ويحرق القش بسبب قلة الأمطار. أقوم بعملي لوجه الله. يسقي الناس الأشجار في المقابر من العيد إلى العيد. أليس بإمكاني القيام بسقيها؟ هل ستبقى الأشجار حية بلا ماء إلى العيد؟ لو لم نعتني بها أنا وأنت حتما ستموت. انا متطوع في "تيما" (TEMA)، وسأبقى مع الأشجار إلى أن أموت، وحتى لو مت سأموت بين الأشجار. أقوم بسقي الأشجار في هذه المنطقة منذ 40 عاما".
"تيما" مؤسسة تركية تكافح تآكل التربة، وهي منظمة غير حكومية تهتم بإعادة التشجير وحماية الموائل الطبيعية.
أشار عقيل، إلى عدم وجود أطفال لديه لأنه لم يتزوج، لذلك يرى بالأشجار أطفاله، وقال: "لم أتزوج أبدا. أنا مدين بحياتي الأشجار لأنني لم اتزوج. لم أتمكن من الزواج لعدم وجود أحد يهتم بي، لذلك بقيت هكذا. فكرت وقلت في نفسي إنني طالما لم أستطع الزواج سأزرع الأشجار لتكون أولادي. الجميع لديهم أطفال، فلماذا لا يكون لدي أطفال مثلهم؟ وهكذا كانت الأشجار أولادي".
أضاف عقيل: "لقد جعلت هذه المناطق خضراء بالأشجار التي زرعتها واعتنيت بها. توفي والدي وأنا في السابعة من العمر، ثم توفيت والدتي وأنا في 11 من العمر، ولهذا السبب التزمت بزراعة الأشجار وسقيها يوميا ورعايتها منذ اليوم الذي طلب مني زراعتها في هذه المنطقة، ولن أتركها ما حييت".
أوضح عقيل، أنه يكتسب رزقه من قوت يومه بمساعدة أصحاب المتاجر والمحيطين به، وقال: "يساعدني أهل منطقتي، كما أنفق على أشجاري ولا أريد مساعدة من أحد. أحصل على أجر من خدمتي في المقبرة، والأشجار هم أولادي. عندما أرغب بالبكاء ابكي تحت ظل أشجاري، فليس لدي أب ولا أم. والحمد لله لم أصب باي مرض حتى اليوم، وعندما أسأل نفسي لماذا لم أمرض؟ فجوابي بفضل أولادي حفظني الله من المرض".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!